السمنة عند الأطفال: تحدٍ صحي متزايد
تؤثر السمنة على حوالي 20% من الأطفال، وتشكل خطرًا على صحتهم الجسدية والنفسية. يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والاكتئاب. تشدد الدكتورة ستافروولا أوسغانيان على أهمية الوقاية والكشف المبكر عن السمنة لتجنب المضاعفات المحتملة.
يمكن للطبيب حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتحديد ما إذا كان وزن الطفل صحيًا بالنسبة لطوله وعمره وجنسه. ينصح الدكتور ليونارد إبستين بالتدخل المبكر، مؤكدًا أن مساعدة الطفل على تغيير عاداته تكون أسهل في سن مبكرة.
البداية المبكرة: أساس الصحة المستقبلية
تشير الدراسات إلى أن وزن الأم ونظامها الغذائي ونشاطها البدني أثناء الحمل يؤثر على خطر إصابة الطفل بالسمنة. الرضع ذوو الوزن المرتفع عند الولادة أو الذين يزداد وزنهم بسرعة يكونون أكثر عرضة للسمنة. كما تربط الأبحاث بين السمنة ونقص النوم في الطفولة المبكرة.
قامت "المعاهد الوطنية للصحة" بتمويل برنامج لتعليم الأمهات الجدد سلوكيات صحية في إطعام الأطفال ونومهم، مثل تهدئة الطفل دون استخدام التغذية وتحديد وقت الشاشات. أظهر أطفال هؤلاء الأمهات وزنًا صحيًا حتى سن الثالثة.
تنمية العادات الصحية: مفتاح الوقاية والعلاج
تحدث السمنة نتيجة استهلاك سعرات حرارية أكثر مما يحرقه الجسم. لذا، يجب على الأطفال اختيار الأطعمة الصحية وتناول كميات مناسبة، مع ممارسة النشاط البدني بانتظام. تنصح الدكتورة برات الأهل بالتركيز على النظام الغذائي والنشاط والنوم داخل المنزل، وتقديم نموذج إيجابي لأطفالهم.
قد يكون الحفاظ على هذه العادات صعبًا مع تقدم الأطفال في السن. يشير الدكتور إبستين إلى أن دافعية الأطفال للنشاط تقل في سن 9-10 سنوات، لذا يجب تشجيعهم على ممارسة الرياضة والأنشطة المنظمة.
معًا نحو صحة أفضل: دور الأسرة
يعتبر النظام الغذائي والنشاط البدني عنصرين أساسيين في علاج السمنة. يؤكد الدكتور إبستين على أهمية معالجة الأسرة بأكملها لتحقيق نتائج أفضل. تساعد أدوات التربية على خلق بيئة أسرية إيجابية، وتساهم التدخلات القائمة على الأسرة في فقدان الوزن وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق لدى الآباء والأطفال.
تشدد الدكتورة أرمسترونغ على أن الأطفال لا يتجاوزون السمنة ببساطة، بل تتفاقم حالتهم مع التقدم في السن. تنصح أوسغانيان الأهل بتقديم نموذج لسلوكيات صحية وتوفير بيئة صحية لأطفالهم، والتحدث بصراحة معهم ومع الطبيب حول الوزن والحفاظ على الصحة.