السبت, 10 مايو 2025 03:30 PM

ثورة في الطب: ذكاء اصطناعي يكشف عمرك البيولوجي من صورة ويُحسّن علاج الأمراض

ثورة في الطب: ذكاء اصطناعي يكشف عمرك البيولوجي من صورة ويُحسّن علاج الأمراض

أعلنت مجلة “لانسيت ديجيتال هيلث” العلمية عن تطور هام في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن لأداة جديدة تحديد العمر البيولوجي للجسم من خلال صورة بسيطة، وهو ما قد يختلف عن العمر الزمني.

الأداة، المسماة “فايس ايدج” FaceAge، تم تدريبها باستخدام عشرات الآلاف من الصور، وكشفت أن مرضى السرطان يبدون أكبر سناً بحوالي خمس سنوات من الناحية البيولوجية مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

يعتقد العلماء أن العمر البيولوجي، أي عمر خلايا الجسم، قد يختلف عن العمر الفعلي للشخص، وتطبيق “فايس ايدج” يساعد الأطباء في تحديد قدرة المريض على تحمل العلاجات القوية أو اختيار بدائل أقل حدة.

يقول ريموند ماك، المتخصص في الأورام في مستشفى “ماساتشوستس جنرال بريغهام”: “فرضيتنا هي أن +فايس ايدج+ يمكن استخدامه كمؤشر حيوي في علاج السرطان لقياس العمر البيولوجي للمريض ومساعدة الطبيب في اتخاذ القرارات الصعبة”.

على سبيل المثال، إذا كان رجل يبلغ من العمر 75 عامًا وعمره البيولوجي 65 عامًا، وشخص آخر يبلغ 60 عامًا وعمره البيولوجي 70 عامًا، فقد يكون العلاج الإشعاعي الجراحي مناسبًا للأول وغير مناسب للثاني. ويمكن تطبيق هذا المنطق على جراحة القلب، أو أطراف الورك الاصطناعية، أو الرعاية في مرحلة الشيخوخة.

يتقدم البشر في العمر بمعدلات مختلفة بناءً على الجينات، والتوتر، وممارسة الرياضة، وعادات مثل التدخين وشرب الكحول. بينما تتطلب الاختبارات الجينية المكلفة لرصد تآكل الحمض النووي، يوفر “فايس ايدج” بيانات من صورة سيلفي بسيطة.

تم تدريب الأداة على 58,851 صورة لأشخاص بالغين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا ويتمتعون بصحة جيدة، ثم اختُبرت على 6,196 مريضًا بالسرطان في الولايات المتحدة وهولندا. أظهرت النتائج أن المرضى الذين يعانون من أورام خبيثة كانوا أكبر سناً بنحو 4.79 سنة من أعمارهم الزمنية.

بالنسبة لمرضى السرطان، كلما ارتفع هذا الرقم، انخفضت فرص البقاء على قيد الحياة، حتى بعد الأخذ في الاعتبار العمر الفعلي والجنس ونوع الورم. ويزداد الخطر بشكل كبير لدى أي شخص يتجاوز عمره البيولوجي 85 عامًا.

تعتبر العلامات المرتبطة بالشيخوخة مثل الشعر الرمادي أو الصلع أقل أهمية بالنسبة إلى “فايس ايدج” من التغيرات الدقيقة في عضلات الوجه، مما يساعد على تحسين دقة الأطباء في التقييم.

على هامش ذلك، قدّر “فايس ايدج” العمر البيولوجي للممثل بول رود بـ43 عامًا استنادًا إلى صورة التقطت له عندما كان عمره 50 عامًا.

أكد ريموند ماك أنه لم يجد أي تحيز عنصري كبير في توقعات “فايس ايدج”، وتواصل المجموعة عملية التدريب على 20 ألف مريض لنموذج من جيل ثان.

ومع ذلك، يثير هذا التقدم التكنولوجي مخاوف بشأن استخدامه من قبل شركات التأمين أو أصحاب العمل لتقييم المخاطر. يدعو هوغو أيرتس إلى “ضمان استخدام هذه التقنيات فقط بما يخدم مصلحة المريض”.

مشاركة المقال: