الأحد, 18 مايو 2025 11:53 PM

الإصلاح السياسي والثقافي: علاقة جدلية نحو مستقبل أفضل

الإصلاح السياسي والثقافي: علاقة جدلية نحو مستقبل أفضل

إذا كان الاصلاح السياسي مطلباً ملحّاً, فإن الإصلاح الثقافي لايقل إلحاحاً عنه, وثمة تلازم بينهما, فالتغيير السياسي سينجم عنه تغير في البنية الثقافية والخطاب الثقافي, وهذا يدفع إلى التغيير في المؤسسات الثقافية الرسمية والشعبية, إذ من غير المعقول أن يتم التغيير السياسي دون أن يلازمه التغيير الثقافي والعكس صحيح, وهنا تنجو الثقافة بنفسها من تغوّل السلطة عليها, ومصادرة دورها.

ومن هنا أيضاً, على المثقفين ضرورة المشاركة الواسعة في عملية الإصلاح والتغيير, من خلال أدواتهم الثقافية المختلفة. وكي تتكامل المطالبة بالتغيير في كافة المؤسسات المنبثقة عن السلطةالسياسية, على المثقفين أن يسهموا بكل ما لديهم من طاقة, في هذه العملية الهامة التي تمهد لمستقبل مضيء.

ولا يجوز أن ينسى هؤلاء المثقفون أن دورهم لايقتصر على تمثيل النخبة أوالصفوة, بل باعتبار هذا الدور جزءاً من الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي, وكل ما يهم المواطنين وقضاياهم, فإذا كان مايجمعني بشاعر في إطار الشعر مسألة واحدة في إطار الإبداع, فإن ما يجمعني به في إطار المجتمع الكثير, الكثيرمن القضايا, كالتعليم والصحة وقضايا الوطن والمواطن, وقضايا الفساد التي تنخر في جسد المجتمع, وكم يود الناس أن يسمعوا رأي أدبائهم ومثقفيهم في هذه القضايا, وبعيداًعن تهميش دورهم وحصره في قضايا الإبداع التي قد لاتهم إلاّ شريحة ضئيلة من الناس في المجتمع.

مشاركة المقال: