يشهد طلاب جامعة حلب مع بداية العام الدراسي الحالي صعوبات متكررة في إتمام إجراءات التسجيل، وسط تذمر واسع النطاق بسبب النقص الحاد في الأنظمة التقنية الحديثة التي تسهل عملية تثبيت أوراقهم الجامعية، خاصةً للطلاب المنقطعين أو القادمين من خارج المحافظة. هذا الأمر يجبرهم على تعطيل أعمالهم وتحمل تكاليف السفر والمواصلات التي تستنزف وقتهم ومواردهم.
بالرغم من الازدحام الشديد، يضطر الطلاب للانتظار لساعات طويلة، قد تمتد لأيام، نتيجة لبطء عملية التسجيل وقلة عدد الموظفين. يؤكد الطلاب أن موظفًا واحدًا في شؤون الطلاب يتولى مسؤولية متابعة ملفات حوالي 14 ألف طالب، وهو رقم يعكس حجم الضغط الهائل والعجز الإداري داخل الجامعة.
من أبرز المشكلات التي يواجهها الطلاب هو ضعف شبكة الإنترنت وعدم توفر أبراج اتصال أو شبكات بديلة يمكن الاعتماد عليها داخل الحرم الجامعي. هذا يعرقل إنجاز معاملات التسجيل ويضطرهم لقضاء أيام إضافية في انتظار عودة الشبكة للعمل.
أفاد طلاب قدموا من إدلب ومناطق شمال حلب بأنهم اضطروا للبقاء في حلب لمدة ثلاثة أيام لإكمال إجراءات بسيطة كان يمكن إنجازها في دقائق معدودة لو توفرت بنية تقنية حديثة.
يوم أمس، توقفت عملية التسجيل بشكل كامل في كلية الآداب بجامعة حلب الأم بسبب انقطاع الإنترنت عن موظف الحسابات، مما أدى إلى تعطيل مئات الطلاب الذين انتظروا لساعات منذ الظهيرة حتى اليوم التالي دون أي حل بديل من إدارة الجامعة، وفقًا لما ذكره طلاب لـ سوريا 24.
تقول سارة العلي، التي كانت تحاول تسجيل أوراق زوجها المغترب: "منذ يومين ونحن غير قادرين على التسجيل بسبب عدم وجود الإنترنت لدى الموظف، والجامعة لا تقدم أي بديل، وهذا عطل أمورنا ليومين كاملين".
وتضيف سارة، وهي طالبة ماجستير درست في جامعة حلب الحرة لمدة ست سنوات، مؤكدة أن الفوضى الحالية غير مسبوقة: "لم يحدث معي هذا من قبل. كنا نحصل على الوصل في 10 دقائق، حتى في أوقات الازدحام. اليوم، نقف ثلاثة أيام عند المعتمد فقط للحصول على ورقة الدفع".
وتضيف بنبرة غاضبة: "نظام الجامعة بأكمله بحاجة إلى تغيير. حتى الآن، كل شيء ورقي، ولا يوجد أي جهاز لابتوب. الطالب يقف ساعتين أو ثلاث ساعات على الشباك في انتظار دوره، وإذا وصل دوره، يحتاج إلى ساعة لإكمال تسجيله. ثم يذهب إلى شباك آخر ويعيش نفس المعاناة. تحتاج إلى أسبوع كامل لتتمكن من التسجيل".
وتؤكد أن سبب الأزمة عند المعتمد هو انتظار الاتصال بالشبكة: "منذ الساعة 11 من البارحة والشبكة متوقفة. كل ساعة يمر طالب واحد فقط. هناك طلاب قادمون من إدلب ومن مناطق بعيدة، لا يمكننا المغادرة والرحيل... لقد وقفنا ثلاثة أيام ولدينا أعمال وإجازات ونخشى فوات موعد التسجيل".
تعكس هذه الشهادات حجم الضغط الذي يعاني منه طلاب جامعة حلب، في ظل غياب أي حلول تنظيمية أو تقنية، مما يجعل عملية التسجيل عبئًا مرهقًا بدلًا من أن تكون خطوة إدارية بسيطة يفترض أن تنجز إلكترونيًا في دقائق.