الخميس, 4 ديسمبر 2025 12:55 AM

مع اقتراب الشتاء: عائلات دير الزور تعيش في منازل متضررة وسط ظروف معيشية قاسية

مع اقتراب الشتاء: عائلات دير الزور تعيش في منازل متضررة وسط ظروف معيشية قاسية

مع حلول فصل الشتاء، تواجه العديد من العائلات في مدينة دير الزور ظروفًا معيشية قاسية، حيث لا تزال تقطن في منازل مهدّمة أو غير صالحة للسكن. تتركز النسبة الأكبر من هذه الأسر في أحياء الحميدية والشيخ ياسين والعَرْضي، وهي المناطق التي تضررت بشدة جراء سنوات الحرب.

أوضح غسان أبو نايف، أحد سكان المدينة، لمنصة سوريا 24، أن مساحات واسعة من الأحياء لا تزال على حالها دون أي تدخلات ترميمية واضحة. وأشار إلى أن بعض العائلات تعتمد على تغطية الأسقف المتضررة ببطانيات مقدمة من جمعية الهلال الأحمر، بالإضافة إلى مساهمات من شبّان المنطقة.

يشهد الوضع المعيشي في المدينة تراجعًا مستمرًا مع ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، وفقًا لأبو نايف. وأضاف أن الغلاء طال معظم المواد الغذائية الأساسية، مما يثقل كاهل العائلات التي لم تعد قادرة على تأمين احتياجاتها اليومية. وقد دفع هذا الوضع مجموعات من الطلاب والجامعيين إلى التفكير في تنظيم احتجاجات للمطالبة بتحسين الظروف الاقتصادية.

وفيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار، أفاد أبو نايف بوجود سرقة متكررة لمواد البناء، خاصة البلوك الإسمنتي. وأكد أن بعض الجدران التي أُعيد بناؤها تضررت مجددًا نتيجة فقدان تلك المواد، مما يجبر الأهالي على إعادة البناء بشكل متكرر. وأشار إلى أن بعض الأسر لجأت إلى تركيب أبواب حديدية رئيسية بعد تضرر الأبواب الخشبية، إلا أن هذا الإجراء يعتبر حلاً محدودًا ولا يغطي سوى الاحتياجات الأساسية.

قدّر أبو نايف تكلفة الباب الحديدي الواحد بنحو 1.3 مليون ليرة سورية، بينما تصل كلفة تركيب بابين إلى نحو 2.5 مليون ليرة، دون احتساب النقل والتركيب. وتبقى أعمال الكهرباء والمياه والدهان معلقة لدى معظم العائلات نظرًا لارتفاع تكاليفها.

تفتقر المدينة إلى خطة إنمائية واضحة لإعادة الإعمار، مما يجعل استقرار السكان مرهونًا بمبادرات فردية لا تكفي لمعالجة حجم الضرر. ويُعد غياب الدعم المؤسسي أحد أبرز العوامل التي تؤخر عودة الخدمات الأساسية وتؤثر مباشرة على أوضاع الأسر المقيمة في منازل مهدّمة مع اقتراب فصل الشتاء.

مشاركة المقال: