الخميس, 4 ديسمبر 2025 12:20 AM

أزمة نفايات خانقة تخنق جرمانا: الأهالي يشتكون من تدهور بيئي وصحي

أزمة نفايات خانقة تخنق جرمانا: الأهالي يشتكون من تدهور بيئي وصحي

تشهد مدينة جرمانا في ريف دمشق تفاقماً ملحوظاً في أزمة النفايات، حيث تنتشر المكبات العشوائية وتتراجع خدمات النظافة بشكل كبير. وقد عبّر الأهالي لـ "سوريا 24" عن قلقهم البالغ إزاء هذا التدهور البيئي والصحي الذي يطال المدينة بأكملها، مؤكدين أن المشكلة تحولت إلى "أزمة يومية لا يمكن تجاهلها".

أفاد الأهالي بأن تكدس القمامة لم يعد مقتصراً على مناطق محددة، بل أصبح ظاهرة منتشرة في جميع أنحاء جرمانا. فالنفايات تتراكم بالقرب من المباني، وبجوار الحدائق، وعلى جوانب الطرق، بالتزامن مع نقص واضح في الحاويات وعدم انتظام عمليات جمع النفايات.

ويرى السكان أن المدينة "بحاجة إلى خطة متكاملة تعالج المشكلة من جذورها". ويُعتبر المكب القريب من بنايات شاليش مثالاً واضحاً على تفاقم الوضع. ويقول أبو محمد لـ "سوريا 24" إن المكب "أصبح مصدراً يومياً للروائح الكريهة والكلاب الشاردة"، مضيفاً أن السكان "يشعرون وكأنهم يعيشون بجوار مكب مفتوح".

وفي أبنية قَطّان، تتكرر الشكاوى من تراكم النفايات داخل الحي ونقص الحاويات الكافية، مما أدى إلى انتشار الحشرات والقوارض. وتوضح أم موسى لـ "سوريا 24" أن "اتساع المكب وغياب الرقابة جعلا الحي يعيش حالة اختناق بيئي"، مشيرةً إلى أن الأهالي "يبذلون جهوداً شخصية لتخفيف الأضرار".

أما محيط حديقة التلاليح، فقد فقد رونقه كمساحة عامة بعد تحوله إلى نقطة لتجميع النفايات، حيث تنتشر الروائح الكريهة باستمرار. وتقول أم علي لـ "سوريا 24" إن المكان "لم يعد صالحاً للزيارة، ويشكل خطراً صحياً على الأطفال والمارة".

ويشير الأهالي إلى عدة أسباب متداخلة تقف وراء تفاقم الأزمة، من بينها نقص الحاويات، وطول المدة التي تبقى فيها النفايات دون جمع، وقلة عدد عمال النظافة، وتراجع الرقابة البلدية، وغياب العقوبات الرادعة. كما يؤكدون أن انتشار الأشخاص الذين ينبشون الحاويات يزيد من الفوضى من خلال تشتيت القمامة في الشوارع.

وفي ظل هذا الوضع، تبدو الحاجة إلى خطة استجابة شاملة أمراً ضرورياً. ويرى السكان أن الحل يبدأ بإعادة توزيع الحاويات على نطاق واسع في جرمانا، مع توفير عدد كافٍ منها للحد من المكبات العشوائية، بالإضافة إلى تحديد مواعيد ثابتة لرمي القمامة، مصحوبة بحملات توعية لضمان التزام السكان.

كما يشددون على ضرورة زيادة عدد عمال النظافة، وتحسين وتيرة جمع القمامة، مع اعتماد تنظيف يومي للحاويات للحد من الروائح والانبعاثات. ويعتبر الأهالي أن تطبيق غرامات واضحة على رمي النفايات بشكل عشوائي أو تركها على مداخل المباني خطوة ضرورية لضبط السلوكيات غير المسؤولة، بالإضافة إلى ضرورة تنظيم نشاط الأشخاص الذين ينبشون الحاويات.

ويجمع سكان جرمانا الذين تواصلوا مع "سوريا 24" على أن المدينة تحتاج إلى تحرك سريع وحاسم لإعادة تنظيم ملف النظافة، ووضع حد لتفاقم الأزمة، مؤكدين أن المشكلة "لم تعد مجرد مسألة خدمية عابرة، بل قضية تمس صحة الناس وحياتهم اليومية"، وأن أي تأخير في المعالجة سيجعل الوضع أكثر صعوبة في مدينة تعتبر من أكثر مناطق ريف دمشق كثافة سكانية.

مشاركة المقال: