الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 09:45 PM

خلاف أمريكي إسرائيلي حول سوريا: هل تضغط واشنطن على تل أبيب لاتفاق أمني؟

خلاف أمريكي إسرائيلي حول سوريا: هل تضغط واشنطن على تل أبيب لاتفاق أمني؟

يشهد الملف السوري توتراً في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وذلك عقب هجوم إسرائيلي على قرية "بيت جن" جنوب سوريا، والذي فجر أزمة جديدة، حسب مصادر مطلعة. هذا التصعيد يعرقل جهوداً دبلوماسية أمريكية مكثفة تهدف إلى تحقيق اتفاق أمني بين سوريا وقوات الاحتلال.

نفذت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية في بلدة "بيت جن" بريف دمشق الجنوبي، مما أدى إلى مقتل 13 مدنياً سورياً على الأقل وإصابة 24 آخرين. في المقابل، أعلنت إسرائيل عن إصابة 6 من جنودها، بينهم ضابطان، بجروح خطيرة خلال الاشتباكات.

وصفت وزارة الخارجية السورية الهجوم بأنه "جريمة حرب مكتملة الأركان" و"مجزرة مروعة" تسببت بنزوح عائلات. كما نددت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، بالتوغل ووصفته بأنه "انتهاك جسيم وغير مقبول لسيادة سوريا".

الموقف الأمريكي

أثار الهجوم "غضباً شديداً" داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ليس فقط بسبب الخسائر البشرية، بل لأن إسرائيل لم تبلغ واشنطن مسبقاً بالعملية، مما جعلها "مفاجئة تماماً" للجانب الأمريكي، وفقاً لتقارير صحفية أمريكية وإسرائيلية.

رد ترمب سريعاً بإجراء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحذره من التصعيد. ونقلت "القناة 12" العبرية عن مسؤولين أمريكيين أن ترمب قال لنتنياهو: "اهدؤوا في سوريا. لا تقوموا بخطوات استفزازية. القيادة الجديدة (في دمشق) تحاول جعل البلد مكاناً أفضل ويجب مساعدتهم على ذلك".

شروط نتنياهو

رغم الضغوط الأمريكية، يواجه الاتفاق الأمني عقبات. وأشارت مصادر إلى أن نتنياهو أبلغ ترمب بأن التحديات تشمل إنشاء منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، وضمان "حماية الطائفة الدرزية في المنطقة"، وخاصة في محافظة السويداء.

وكرر نتنياهو مطالبته بمنطقة عازلة تمتد "من العاصمة دمشق وحتى المنطقة العازلة في الجولان"، بما في ذلك مداخل جبل الشيخ، مؤكداً تمسكه بهذا المبدأ كشرط "للأمن الإسرائيلي". ولم تعلق دمشق على ذلك حتى الآن.

يذكر أن المفاوضات الأمنية برعاية أمريكية توقفت منذ سبتمبر/أيلول 2025 بعد وصولها إلى طريق مسدود. وكان الهدف هو اتفاق يؤدي إلى انسحاب إسرائيلي تدريجي من مواقع في جنوب سوريا، بموجب العودة لاتفاق 1974.

مشاركة المقال: