الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 09:45 PM

تصعيد في ريف دمشق: قصف إسرائيلي يستهدف محيط بيت جن وسط إدانات دولية

تصعيد في ريف دمشق: قصف إسرائيلي يستهدف محيط بيت جن وسط إدانات دولية

جدد الجيش الإسرائيلي قصفه لمنطقة تلة باط الوردة بالقرب من بلدة بيت جن في ريف دمشق، وذلك بعد أيام من استهداف دورية إسرائيلية في المنطقة ذاتها. وذكرت قناة الإخبارية السورية نقلاً عن مصدر من بلدة بيت جن، فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن الطريق الذي استهدفه القصف الإسرائيلي يستخدم عادة من قبل آليات ومدرعات الجيش الإسرائيلي خلال عمليات التوغل في محيط البلدة.

وأوضح المصدر أن الاستهداف تم بثلاث قذائف بعد رصد مكثف من قبل الطيران المسيّر الإسرائيلي للمنطقة. من جهته، أفاد المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية (كان)، إيتاي بلومنتال، عبر حسابه في منصة “إكس” أن الجيش الإسرائيلي رصد مركبة تقوم بدفن جسم في منطقة مفتوحة قرب بلدة بيت جن السورية، وتم إطلاق قذائف هاون لتحييد الاشتباه بوجود عبوة ناسفة محتملة.

تشهد بلدة بيت جن حالة استنفار منذ 28 تشرين الثاني الماضي، مع تحليق مستمر للطيران المسيّر والمروحي في سمائها. يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد قتل 13 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وأصاب 24 آخرين، نتيجة قصف على البلدة، بينما أصيب ستة جنود إسرائيليين في اشتباكات سابقة. وقد جاء القصف الأخير بعد توغل للجيش الإسرائيلي في البلدة لاعتقال شبان، مما أدى إلى اشتباكات بين الأهالي والجيش الإسرائيلي.

تضاربت الروايات الإسرائيلية حول هوية المنفذين للهجمات السابقة، حيث اتهمت إسرائيل في البداية الجماعة الإسلامية (حركة لبنانية)، ثم عادت واتهمت الاستخبارات السورية بالضلوع في الهجمات.

“جريمة حرب” مكتملة الأركان

أدانت وزارة الخارجية السورية في بيان لها، الاعتداء الإسرائيلي واندلاع الاشتباكات نتيجة تصدي أهالي البلدة للدورية الإسرائيلية وإجبارها على الانسحاب. وأكدت أن استهداف بلدة بيت جن بقصف وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، بعد ارتكاب القوات الإسرائيلية مجزرة مروعة راح ضحيتها مدنيون وتسببت بحركة نزوح كبيرة نتيجة القصف المستمر.

وقد أدانت عدد من الدول والمنظمات الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن، بما في ذلك بريطانيا وتركيا والكويت وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وقطر والأردن وحركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتان وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

قلق أمريكي

أعربت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن قلقها من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا إلى زعزعة استقرار البلاد وتقويض الآمال في التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، وفقًا لمسؤولين أمريكيين لموقع ” أكسيوس”.

أجرى المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، ومسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين، محذرين من عواقب هذه التصرفات على استقرار المنطقة. وأشار مسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى أن سوريا لا تريد مشكلات مع إسرائيل، وأن نتنياهو يرى “أشباحًا في كل مكان”.

يحاول المسؤولون إيصال رسالة واضحة إلى نتنياهو بضرورة وقف هذه التصرفات، التي قد تدفعه إلى “تدمير نفسه بنفسه”، وإذا استمر بها سيفقد فرصة دبلوماسية “ضخمة”، وسيحول الحكومة السورية الجديدة إلى “عدو”. دعم جهود الرئيس السوري، أحمد الشرع، لتحقيق الاستقرار في سوريا، وتشجيعه على الانخراط في عملية السلام مع إسرائيل، يشكلان عنصرين أساسيين في استراتيجية إدارة ترامب في الشرق الأوسط، أوضح المسؤولون. وأبدى المسؤولون الأمريكيون غضبهم بسبب ما يرون أن نهج نتنياهو في التعامل مع سوريا، يعتمد على مبدأ “أطلق النار أولًا ثم اطرح الأسئلة لاحقًا”.

بيت جن.. إسرائيل تهرب إلى الأمام في سوريا
مشاركة المقال: