الخميس, 6 نوفمبر 2025 07:31 PM

تحليل سمير حماد: في خضم الأحداث العربية.. اختلاط الأوراق والمفاهيم وتداعياته

تحليل سمير حماد: في خضم الأحداث العربية.. اختلاط الأوراق والمفاهيم وتداعياته

يرى سمير حماد أن أي حراك ثوري أو تغييري يستلزم وعياً عميقاً بالبؤس والشقاء الذي يعانيه الناس. فمعاناة التاريخ وفساد المجتمع، مهما بلغا، لا يكفيان لتحريك فرد واحد للمواجهة أو الثورة، ما لم يتوفر الوعي بهذا البؤس والفساد.

فالبؤس والشقاء والفساد لا يخلقون ثورة أو حراكاً تغييرياً ما لم يكن هناك إدراك عميق لأسباب تفشيهم. ويشير حماد إلى أن ما يجري في المنطقة العربية ليس سوى اختلاط أوراق ومفاهيم، حيث تم إلغاء الفاصل بين النظام والدولة، مما أدى إلى الحفاظ على النظام وتدمير الدولة.

كما اختلطت الثورة بالفوضى، فعمّت الفوضى وأُجهضت الثورة، ومراحل الانتقال بمراحل الانتقام، فتحقق الانتقام ولم يتحقق الانتقال. وبدأت تصفية الحسابات بين الكبار بأيدي الصغار، فدفع الصغار الثمن دماً وموتاً ومالاً وتشرّداً دفاعاً عن الكبار.

ويضيف حماد أن الأصلاء استعانوا بالوكلاء الذين أباحوا كل شيء لإرضاء السادة الأوصياء للحفاظ على كراسي الحكم واستمرار السلطة التي كافحوا لأجلها، وقدموا الغالي والرخيص للتخلص من وباء السلطة الفاسدة التي دُحرت وسط فرحة الجماهير.

لكن المواجهة المشؤومة لم تتأخر بين المكونات، وتحولت من السر إلى العلن، لتصبح مواجهة ثأرية ظالمة غير متكافئة أفقدتنا كل شيء. فقدنا الجهات والأمان في الحواضر والبوادي، وفقدنا الأشياء والأنهار والطرق والبراءة والحب والكثير من الكائنات.

لقد علمتنا الكارثة كيف تكون الهزيمة والخسارة، ولكن هل ستعلمنا هذه الخسارة كيف نخرج منها؟ كيف نعيد كل ما فقدناه وأكثر؟ كيف نعيد ضحكة الأطفال وفرحة الحبيبة؟

ويختتم حماد قائلاً: كنا أحياء هنا منذ آلاف السنوات، نمد جسوراً من الكلمات والنبض بين العصور، ونبني مدناً من الطين والطحين للعائذين بالمكان الجليل الطهور. فهل سيكون صعباً علينا الآن مد الحبال والجسور بين القرى المتعبة والمدن المدمّاة؟ وكيف نشرع من جديد راية المجد التي نُكّست؟ ونبني للعائدين من المنافي مدناً جديدة وسدوداً ومعابر خضراء ما بين البوادي والشواطئ والجبال؟ نبني لهم شوامخ القلاع والقصور على أجنحة الريح وسفوح التلال وفوق هامات الدهور.

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب)

مشاركة المقال: