في تسجيل مصور انتشر على نطاق واسع عبر فيسبوك، أطلقت والدة المفقودة "جميلة أحمد شاهين" نداء استغاثة مؤثرًا. ذكرت الأم أن ابنتها فُقدت يوم السبت الماضي في تمام الساعة الثالثة، وأشارت إلى أنها المعيلة الوحيدة للأسرة. لم تتمالك الأم دموعها وهي تناشد أصحاب الضمير والرأي العام قائلة: «الله يخليكم بناشدكم ترجع بنتي ورجاء ردوا على هالجوابات والكلمات الله يخليكم». وأضافت أن أطفال ابنتها يبكون لفراقها.
وبحسب الروايات المتداولة، فإن كاميرات المراقبة سجلت آخر ظهور لـ"جميلة" في شارع النزهة بمدينة حمص، حيث كانت متوجهة لموعد طبي. وأشير إلى أن هاتفها المحمول أصبح خارج نطاق التغطية بعد الساعة الثالثة من ظهر ذلك اليوم. "جميلة" هي أم لطفلتين وطفل، وتنحدر من قرية الشعيرات بريف حمص. وقد قامت عائلتها بتقديم بلاغ رسمي يفيد باختفائها.
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية "نور الدين البابا" قد صرح في مؤتمر صحفي بأن لجنة التحقيق في حوادث الاختطاف في الساحل السوري قامت بمراجعة 42 حالة تم الإبلاغ عنها في أربع محافظات هي حمص وحماة واللاذقية وطرطوس. وذكر أن التحقيقات أظهرت أن 41 حالة منها لم تكن حوادث اختطاف، بينما تأكدت حالة اختطاف واحدة فقط وتمت إعادة الفتاة المختطفة بسلام.
وأكد "البابا" أن اللجنة عقدت مؤتمراً صحفياً لمواجهة الشائعات المتداولة حول عمليات الاختطاف، مشيراً إلى أن الهدف من عمل اللجنة هو التأكد من طبيعة الحالات المبلغ عنها وليس معالجة القضايا القضائية المتعلقة بمحاسبة مدعي التعرض للخطف.
وفي شهر تموز الماضي، أعلنت “” تلقيها تقارير موثوقة منذ شباط تفيد باختطاف ما لا يقل عن 36 امرأة وفتاة من الطائفة العلوية، في "اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة"، مشيرة إلى أنها وثقت 8 حالات اختطاف وقعت في وضح النهار لخمس نساء و3 فتيات دون 18 عاماً، وفي جميع الحالات عدا واحدة تقاعس عناصر الشرطة والأمن عن إجراء تحقيق فعال لمعرفة مصير المختطفات بحسب التقرير.
وقبل ذلك قال تحقيق استقصائي لوكالة رويترز، إنهم وثقوا اختطاف لنساء وفتيات في المحافظات الأربعة، وفي بعض الحالات طلبت فدية مالية.
وفي حزيران أعرب خبراء أمميون عن قلق بالغ تجاه ما وصفوه بتقارير “مقلقة” عن حالات اختطاف واختفاء وعنف قائم على النوع ضد نساء وفتيات، خصوصاً من الطائفة العلوية، في عدة مناطق من سوريا منذ شباط 2025.
ووفق ، قال الخبراء إنهم تلقوا تقارير بشأن اختطاف 38 امرأة وفتاة علويات تتراوح أعمارهن بين 3 و40 عاماً، في محافظات شملت اللاذقية، طرطوس، حماة، حمص، دمشق وحلب، منذ آذار الماضي، وذكر البيان أن بعض عمليات الخطف جرت في وضح النهار، أثناء ذهاب الضحايا إلى المدرسة، أو أثناء زيارات عائلية، أو من داخل منازلهن.
وأشار الخبراء إلى أن بعض العائلات تلقّت تهديدات مباشرة لمنعها من الإبلاغ أو الحديث عن الحوادث، فيما تحدثت بعض الروايات عن تعرض الضحايا للتخدير والاعتداء الجسدي خلال الاحتجاز.