أطلقت وزارة الصحة خطة شاملة لإعادة تأهيل القطاع الصحي في محافظة حماة، وذلك في 30 تشرين الأول الماضي، في أعقاب زيارة قام بها وزير الصحة السوري، مصعب علي، إلى المحافظة. وأكد مدير صحة حماة، نزيه الغاوي، أن العمل على إعادة التأهيل بدأ مباشرة بعد التحرير، على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهت الفرق.
وفقًا للغاوي، شملت الخطوات الأولية إعداد الدراسات والمخططات اللازمة، بالإضافة إلى إجراء مسح شامل لجميع المراكز الصحية، سواء المتضررة أو غير المتضررة، وكذلك المستشفيات، بهدف إعادة تأهيل الأقسام بشكل كامل. وأشار إلى أن من أبرز التحديات التي واجهت فرق العمل تدهور البنية التحتية في العديد من الأقسام، وتهالك الأجهزة الطبية، والنقص الكبير في الكوادر الفنية والاختصاصية، وسوء توزيع الكوادر غير الاختصاصية. وأوضح أنه تم العمل على معالجة هذه الإشكاليات بالتوازي مع بدء عمليات الترميم في الأقسام والمراكز الصحية تباعًا، وكذلك في أقسام المستشفى "الوطني".
وأضاف مدير صحة حماة أن العمل بدأ في قسم غسل الكلى بمستشفى "حماة الوطني"، كما باشرت مجمعات المستشفيات في منطقة السقيلبية العمل بالحد الأدنى من الإمكانيات، ريثما يتم استبدال الأجهزة تدريجيًا.
مراكز صحية وترميم مستشفيات
تم افتتاح عدد من المراكز الصحية الجديدة في محافظة حماة، بعد إنجاز أعمال الترميم والتجهيز، منها: مركز اللطامنة، مركز كفرزيتا، مركز غرب المشتل، مركز طلف، مركز كلية الجديدة، مركز العيادات الشاملة في محردة، ومركز الحواش المستريحة (الذي لا يزال العمل جاريًا عليه حاليًا). وكشف مدير صحة حماة أن بقية المراكز جرى تبنيها من قبل منظمات إنسانية مختلفة، منها المراكز الواقعة في الغاب وزيزون والزيارة والنقارة وقلعة المضيق وكفرنبودة، بالإضافة إلى مراكز الحمراء وقصر المخرم ومعن وعقيربات، لافتًا إلى أن هذه المشاريع لا تزال قيد الإنجاز، ومن المتوقع أن تكتمل خلال فترة قريبة.
وأشار إلى أنه تم الانتهاء من إعداد المخططات الخاصة بأعمال الترميم، وأصبحت المستشفيات جاهزة بشكل شبه كامل، ومن المقرر قريبًا البدء بترميم قسم الإسعاف في مستشفى "حماة"، كما أنجزت أعمال التأهيل في أقسام العناية المشددة، والعمليات، والحروق، والسرطان، والعناية العصبية في مستشفى "حماة الوطني"، وجميعها تسير وفق الخطة الموضوعة لإعادة تأهيل القطاع الصحي في المحافظة.
وتابع الغاوي أن العمل جارٍ حاليًا على استبدال المصاعد في بعض المستشفيات، وتزويدها بأجهزة حديثة، منها جهاز أشعة، وجهاز إيكو، وجهاز تخدير لمستشفى "السلمية"، إضافة إلى جهاز تنظير قوسي لمستشفى "السقيلبية". وتم أيضًا افتتاح بنك دم جديد، وبدأت أعمال ترميم أقسام الإسعاف والعمليات والأشعة والمخبر في مستشفى "السقيلبية".
مركز صحي يخدم منطقة اللطامنة شمالي حماة
مساهمة المنظمات
فيما يتعلق بالمنظمات التي دعمت ترميم القطاع الصحي في حماة، قال مدير الصحة، نزيه الغاوي، إن عدة جهات ساهمت في تنفيذ مشاريع الترميم والتأهيل، أبرزها منظمة "يونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة "الاستجابة الطارئة" التي تبنت ترميم مركزين، ومنظمة "سامز" التي شاركت في إعادة تأهيل أقسام في مركز غرب المشتل. إضافة إلى هيئة "مساجد" التي دعمت قسم غسل الكلى في مستشفى "حماة الوطني"، ومنظمة "ضد الجوع" التي ساهمت في ترميم العيادات الشاملة وقسم الحروق، وجمعية "أمل" التي تولت دعم أقسام السرطان والعناية العصبية في مستشفى "حماة". كما شاركت مؤسسة "الآغا خان" في أعمال الترميم بمستشفى "السلمية"، وزودته بحواضن وأجهزة أشعة ومعدات طبية أخرى.
وختم الغاوي حديثه بالقول، إن خطة إعادة تأهيل القطاع الصحي في محافظة حماة تسير بخطوات متقدمة، رغم التحديات الكبيرة التي ما زالت تواجه العمل. وكان وزير الصحة أجرى زيارة إلى محافظة حماة، في أواخر الشهر الماضي، وافتتح قسم غسل الكلى الجديد في مستشفى "حماة الوطني" بعد تأهيله وتجهيزه بـ30 جهازًا حديثًا، مقدمة من وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة "ميدغلوبل" ومنظمة "الإغاثة الإسلامية".