الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 12:35 AM

معاناة التعليم في إدلب: أطفال كفرعين يواصلون دروسهم بين الخيام والمنازل بعد تدمير مدرستهم

معاناة التعليم في إدلب: أطفال كفرعين يواصلون دروسهم بين الخيام والمنازل بعد تدمير مدرستهم

في صورة مؤثرة تعكس تحديات التعليم في ريف إدلب الجنوبي، يواجه أطفال قرية كفرعين صعوبات جمة في تلقي دروسهم اليومية. فبعد أن دُمرت مدرستهم الوحيدة نتيجة للقصف، باتوا يتلقون تعليمهم في خيام مؤقتة ومنازل الأهالي، محرومين من الفصول الدراسية والمقاعد والجدران التي تحميهم من برد الشتاء.

إبراهيم الأحمد، مدير المدرسة، صرح لـ"سوريا 24" قائلاً: "كانت المدرسة تضم في السابق 15 غرفة صفية، بالإضافة إلى كتل حمامات ومستودعين وأربع غرف إدارية، وكانت تخدم حوالي 150 طالبًا. نتوقع ارتفاع العدد إلى أكثر من 400 طالب وطالبة في حال عودة جميع العائلات إلى القرية." وأضاف أن العملية التعليمية تُدار حاليًا في منازل خاصة وخيام بسيطة بجهود الأهالي والمعلمين، مع غياب كامل لأبسط مقومات التعليم، من مقاعد وسبورات وخزانات مياه وأبواب ونوافذ.

من جهته، وصف الإعلامي أحمد سلامة، وهو من أبناء كفرعين، الوضع لـ"سوريا 24" قائلاً: "الحكاية هذه المرة مختلفة، إنها حكايتنا وحكاية أطفال قريتنا. لا صفوف، لا جدران، لا شيء سوى عزيمة صغيرة تحاول الحفاظ على التعليم رغم الدمار." وأضاف: "أهل القرية بسطاء، ووضعهم المادي صعب للغاية بعد سنوات من الحرب والنزوح، لكنهم يصرون على تعليم أطفالهم ولو تحت خيمة من قماش."

وأوضح سلامة أنه يتلقى يوميًا نداءات من الأطفال يطلبون منه نقل صوتهم، قائلاً: "الأطفال يقولون لي يا عمو أحمد، أنت الوحيد الناشط على مواقع التواصل.. بدنا مقاعد، بدنا كرفانات، بدنا مدرسة نرجع لها. وأنا بدوري أطالب عبر سوريا 24 كل مسؤول ومهتم بالنظر إلى حال هؤلاء الأطفال الذين حُرموا من حقهم في التعليم."

ويؤكد الأهالي أن إعادة إعمار مدرسة كفرعين ليس مجرد مطلب محلي، بل قضية إنسانية تستدعي اهتمامًا عاجلاً من المنظمات التعليمية والإغاثية، نظرًا لأهمية المدرسة كنافذة الأمل الوحيدة لأطفال القرية بعد سنوات الحرب والدمار.

مشاركة المقال: