الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 12:35 AM

عودة الدفء إلى معرة النعمان: حمّام السوق يحيي ذاكرة المدينة بعد سنوات الإغلاق

عودة الدفء إلى معرة النعمان: حمّام السوق يحيي ذاكرة المدينة بعد سنوات الإغلاق

إدلب-سانا: في قلب معرة النعمان بريف إدلب، وبين أزقتها العتيقة التي بدأت تستعيد حركتها، يعود "حمّام السوق" ليضفي الدفء على المدينة وذاكرتها بعد ست سنوات من الإغلاق بسبب الدمار الذي لحق به.

هذا المعلم التراثي، الذي كان ملتقى للأهالي وموئلاً للذكريات، يستقبل اليوم زواره من مختلف الأحياء، ليشهد من جديد على حكاياتهم وأفراحهم.

يقول مستثمر الحمّام، مصطفى غريب السماحي، لـ سانا: "قبل تهجيرنا من معرة النعمان، قمنا بترميم الحمّام ثم استثماره. وبعد التحرير وعودتنا إلى المعرة، وجدناه مهدماً من جديد، فقمنا بترميمه بهدف الحفاظ على تراثنا وتقاليدنا".

ويضيف: "الحمد لله، لمسنا إقبالاً كبيراً من الأهالي الذين عبّروا عن فرحتهم بعودة الحمّام إلى الحياة".

في أجواء يغمرها الحنين، عبّر أحمد تركماني، أحد زوار الحمّام، عن سعادته قائلاً: "جئنا إلى الحمّام لأنه يذكرنا بتراثنا القديم، إذ يعود تاريخه إلى أكثر من سبعين عاماً. واليوم عدنا واجتمعنا مع الناس وقضينا سهرة عامرة بالغناء والمواويل".

أما ياسين تركماني، وهو أحد العائدين إلى المدينة، فيستحضر مشاعر العودة قائلاً: "كنا نازحين وعندما رجعنا وجدنا البلد مدمرة، حتى الحمّام كان مهدماً. بفضل الله وهمة العم أبو غريب تم ترميمه، واليوم عدنا إليه لأنه يذكرنا بأجدادنا الذين عاشوا هنا أجمل أيامهم، التقينا بأحبابنا وأصحابنا بعد سنين طويلة من الفراق".

بين بخار الحمّام وصدى المواويل القديمة، تستعيد معرة النعمان جزءاً من ذاكرتها الجماعية، في مشهد يختصر حكاية مدينة تنهض من تحت الركام، متمسكة بتراثها ودفء ناسها.

مشاركة المقال: