الإثنين, 27 أكتوبر 2025 08:16 PM

العراق يطلق خطة شاملة لتأهيل وإعادة دمج العائدين من مخيم الهول

العراق يطلق خطة شاملة لتأهيل وإعادة دمج العائدين من مخيم الهول

أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عن إطلاق 78 برنامجًا تأهيليًا للعائدين من مخيم الهول الواقع في شمال شرق سوريا. تأتي هذه البرامج كجزء من خطة متكاملة تهدف إلى إعادة دمج هؤلاء العائدين في المجتمع العراقي، وذلك بعد إخضاعهم لعمليات تدقيق أمني وبرامج فكرية ونفسية في مركز "الأمل" بمحافظة نينوى.

صرح المتحدث باسم الوزارة، علي عباس، لوكالة الأنباء العراقية (واع) في 26 تشرين الأول، بأن هذه البرامج يتم تنفيذها بالتعاون مع مؤسسات حكومية وجامعات عراقية ومنظمات دولية. وأكد أن التركيز ينصب على "تهيئة فكرية ونفسية متكاملة للأشخاص العائدين من المخيم، بهدف تسهيل اندماجهم في المجتمع". وأضاف أن فرقًا متخصصة من جامعات بغداد ونينوى تشارك في عمليات التأهيل، بالإضافة إلى ضباط أمن مدربين في المجال النفسي والاجتماعي.

أوضح عباس أن الوزارة قد أعادت منذ عام 2021 حوالي 19 ألف شخص من المخيم، بمن فيهم رجال ونساء وكبار السن وشباب وأطفال، وذلك عبر 29 رحلة نُظمت بالتعاون مع مستشارية الأمن القومي وقيادة العمليات المشتركة. وأشار إلى أن العائدين يُنقلون بعد التدقيق الأمني إلى مركز الأمل، حيث يتم تقييم مدى تأثرهم بالفكر المتطرف، ثم يتم توزيعهم على برامج مصممة خصيصًا وفقًا للفئات العمرية، وتشمل أنشطة تعليمية ونفسية واجتماعية.

ووفقًا لعباس، يضم مركز "الأمل" فريق عمل نفسي متخصص من جامعة بغداد وجامعة نينوى، بالإضافة إلى ضباط أمن مدربين في هذا المجال ويحملون "شهادات رصينة"، وقد شاركوا في دورات خاصة للتعامل مع هذا الملف.

وفيما يتعلق بإجمالي عدد العراقيين الموجودين في المخيم، ذكر عباس أن الأرقام التي تلقتها العراق سابقًا من "التحالف الدولي" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تشير إلى وجود حوالي 31 ألفًا و500 شخص.

وأضاف أن التجربة العراقية في هذا المجال "حظيت بإشادة دولية خلال مؤتمر نيويورك الأخير"، موضحًا أن دولًا من شمال إفريقيا وأوروبا وشرق آسيا أبدت اهتمامها بالاستفادة من النموذج العراقي في معالجة ملف العائدين من مخيمات النزوح.

وأشار عباس إلى أن الوزارة نجحت في "منع حدوث توترات بين العائدين والسكان المحليين بفضل برامج المصالحة المجتمعية"، مؤكدًا استمرار الجهود لإعادة جميع العراقيين من المخيم حتى إنهاء هذا الملف بشكل كامل.

وكانت اللجنة العليا المعنية بمخيم الهول قد أكدت في اجتماعها يوم الاثنين 27 تشرين الأول، استمرار العراق في إعادة رعاياه من المخيم إلى الداخل العراقي حتى إكمال المهمة بشكل نهائي.

يذكر أن آخر رحلة أعلن العراق عن عودتها من مخيم "الهول" كانت في 16 تشرين الأول، حين أعادت الوزارة 230 عائلة عراقية ضمن الوجبة الـ 29، وفقًا لتصريح وكيل الوزارة كريم النوري، الذي أكد نجاح برنامج التأهيل المجتمعي وعودة العوائل إلى مناطقها الأصلية دون تسجيل أي خروقات أمنية.

مساعٍ لإغلاق “الهول”

في 6 آب الماضي، صرح وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كريم النوري، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، بأن أكثر من 15,000 عراقي عادوا من مخيم "الهول" بعد تدقيق ملفاتهم أمنيًا دون تسجيل أي خروق أمنية.

وأوضح النوري أن العراق واجه خيارين لا ثالث لهما، إما ترك هؤلاء تحت رحمة تنظيم "الدولة" ليشكلوا قنابل مؤجلة، أو إعادتهم ببرامج مدروسة تشمل فرز الضحايا عن المتورطين ودمجهم في المجتمع، مؤكدًا العمل بالخيار الثاني بـ "شجاعة ومسؤولية".

وبحسب وكيل الوزارة، تجري العملية بالتعاون مع منظمات دولية، منها المنظمة الدولية للهجرة (IOM) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومن خلال مركز التأهيل المجتمعي في مخيم "الجدعة" في العراق.

مساعٍ أمريكية لإفراغ “الهول”

وجه قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، الأدميرال براد كوبر، نداءً مباشرًا إلى المجتمع الدولي، داعيًا الدول إلى الإسراع في إعادة مواطنيها من مخيمات وأماكن الاحتجاز في شمال شرقي سوريا، وذلك عبر تأسيس "خلية مشتركة" لهذا الهدف.

جاء ذلك خلال مؤتمر "رفيع المستوى" للأمم المتحدة عُقد في مقر المنظمة في نيويورك، في 27 أيلول الماضي، خصص لمناقشة أوضاع مخيم "الهول" والمراكز المحيطة به.

وقال كوبر إنه زار شخصيًا مخيم الهول في وقتٍ سابق من الشهر الحالي، مؤكدًا أن الأوضاع الميدانية تستدعي تسريع عمليات الإعادة.

وفي 7 تموز الماضي، نقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر عراقية، أن اتفاقًا بين بغداد و"قسد" بواسطة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتسريع إخلاء العوائل العراقية من مخيم "الهول".

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر وتوت لموقع "العربي الجديد"، إن الاتفاق يقضي بتسيير رحلتين شهريًا لنقل العراقيين من مخيم "الهول" نحو مخيم "الجدعة" في محافظة نينوى، بعد إكمال التدقيق الأمني.

وبيّن وتوت أن هذا الأمر يهدف إلى الإسراع بإخلاء المخيم من العوائل العراقية، لافتًا إلى "جهود دولية كبيرة" يبذلها العراق من أجل إنهاء هذا المخيم وسحب كافة رعايا الدول منه.

“الهول”.. “الخلية المشتركة” الأمريكية تواجه اختبار التطبيق
مشاركة المقال: