الإثنين, 27 أكتوبر 2025 10:25 PM

واشنطن تمد يد العون للسويداء بمساعدات إنسانية عاجلة

واشنطن تمد يد العون للسويداء بمساعدات إنسانية عاجلة

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الاثنين الموافق 27 تشرين الأول، عن تقديم مساعدات إنسانية لمحافظة السويداء، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها واشنطن من أجل "استعادة الاستقرار في جنوب سوريا"، حسبما ورد في بيان صادر عن الوزارة.

وأوضحت الخارجية الأمريكية في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، أن هذه المساعدات تستهدف حوالي 60 ألف شخص من الطوائف الدرزية والمسيحية والبدوية، والذين "واجهوا أعمال عنف وتدميرًا لمنازلهم وفقدانًا لمصادر رزقهم".

ووفقًا للبيان، يشمل الدعم توفير مواد غذائية ومياه نظيفة ومستلزمات صحية عاجلة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المنازل وشبكات المياه، وذلك تمهيدًا لعودة السكان إلى مناطقهم عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك.

وأشار البيان إلى أنه على الرغم من تراجع حدة الأعمال القتالية في المنطقة، إلا أن "الوضع الأمني لا يزال غير مستقر"، الأمر الذي يحد من حركة الإمدادات ويؤثر على سلامة المدنيين، ويعيق عودة حوالي 187 ألف نازح إلى منازلهم.

وتهدف هذه المساعدات إلى تلبية احتياجات العائلات النازحة المقيمة في الملاجئ والمجتمعات المضيفة، وإلى تخفيف أثر الانقطاع المستمر في سلاسل الإمداد التي تغذي الأسواق المحلية.

وفي ختام بيانها، دعت الولايات المتحدة الدول الشريكة إلى "تقديم مساعدات منقذة للحياة للشعب السوري الساعي إلى إعادة بناء حياته"، معتبرةً أن دعم جهود الإغاثة الإنسانية في سوريا "خطوة أساسية نحو تحقيق سلام واستقرار دائمين في الشرق الأوسط".

الأمم المتحدة تحذر

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، في بيان أصدره في 6 تشرين الأول، من استمرار تدهور الوضع الإنساني في جنوب سوريا، ولا سيما في محافظة السويداء، على الرغم من انخفاض حدة المعارك منذ تموز الماضي.

وأوضح المكتب أنه نفذ منذ بدء الأعمال العدائية 19 مهمة إنسانية إلى الجنوب السوري، من بينها 12 مهمة إلى السويداء، وخمس إلى درعا، ومهمتان إلى ريف دمشق، وذلك لتقييم احتياجات السكان المتضررين والنازحين.

وأشار البيان إلى أن الوضع الأمني المتقلب يعرقل وصول المساعدات ويقيد جهود حماية المدنيين، مع تسجيل حوادث مسلحة متفرقة، وأن الخدمات الأساسية في السويداء تواجه "ضغوطًا شديدة" نتيجة النزاع والتدهور الاقتصادي والعقبات الإدارية، وأن أزمة الغذاء والصحة والزراعة تتفاقم.

ودعا المكتب إلى تقديم دعم زراعي عاجل قبل موسم الزراعة الممتد من تشرين الأول حتى كانون الأول، لتجنب تفاقم انعدام الأمن الغذائي، محذرًا في الوقت نفسه من أن مستشفى شهبا يعاني نقصًا حادًا في المياه والكهرباء والاتصالات والإمدادات الطبية.

كما أوضح البيان أن 62 مدرسة كانت تُستخدم كمراكز إيواء أغلقت مع بداية العام الدراسي، مما أدى إلى نزوح أكثر من 7400 شخص.

واختتم المكتب تحذيره بالتذكير بأن خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا، والبالغة قيمتها 3.2 مليار دولار، لم تُموّل سوى بنسبة 18% فقط، وهو ما يهدد بتقويض قدرة المنظمات الإنسانية على تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان المتضررين.

أحداث السويداء

بدأت أحداث السويداء في 12 تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، وتطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.

تدخلت الحكومة السورية في 14 تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.

في 16 تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل "فزعات عشائرية" نصرة لهم.

وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

مشاركة المقال: