الخميس, 23 أكتوبر 2025 05:12 PM

تصعيد في درعا: إسرائيل تقصف حقول الكويا وسط توترات متزايدة وتوغلات

تصعيد في درعا: إسرائيل تقصف حقول الكويا وسط توترات متزايدة وتوغلات

قصفت إسرائيل، مساء الأربعاء 22 تشرين الأول، محيط بلدة كويا في ريف درعا الغربي بقذائف مدفعية، وذلك في ظل تصاعد التوغلات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في المنطقة الجنوبية من سوريا. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا بأن القصف الإسرائيلي استهدف منطقة الحقول بثلاث قذائف، وهي منطقة تبعد حوالي 300 متر عن منازل المدنيين.

وأوضح المراسل أنه لم تسجل أضرار مباشرة أو خسائر بشرية نتيجة للقصف، إلا أن حالة من القلق والترقب تسود البلدة. تقع قرية كويا في ريف درعا الغربي ضمن منطقة حوض اليرموك، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية ولوجستية كونها تقع في المثلث الحدودي بين سوريا والأردن وإسرائيل، وتبعد عن مركز مدينة درعا حوالي 40 كيلومترًا.

ولم يصدر تعليق رسمي من إسرائيل حول هذا الاستهداف حتى لحظة كتابة هذا الخبر، واكتفت الصحافة الإسرائيلية بنقل ما ذكرته وسائل إعلام سورية، مثل القناة السابعة الإسرائيلية، التي أفادت بأن الجيش الإسرائيلي أطلق ثلاث قذائف باتجاه شمال غرب قرية كويا في ريف درعا الغربي. وأشارت القناة إلى أنه لم يصدر أي رد فعل إسرائيلي رسمي على هذه التقارير حتى الآن.

وفي 21 أيلول الماضي، تجمع عدد من سكان قرية كويا لمواجهة قوة إسرائيلية مؤلفة من ثلاث سيارات في قريتي معرية وعابدين بريف درعا الغربي، ولم يحدث أي تبادل لإطلاق النار بين الأهالي والقوة الإسرائيلية، وفقًا لمراسل عنب بلدي.

وقال أحد أبناء قرية كويا، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لعنب بلدي، إن القوة الإسرائيلية تقدمت من قرية معرية (التي تشهد توغلات متكررة) باتجاه قرية كويا، وأطلقت رصاصًا على حجارة موضوعة على الطريق الترابي الواصل بين القريتين خشية أن تكون ملغمة، ثم غادرت قرية معرية عبر طريق عابدين.

تهديد إسرائيلي لأهالي قرية كويا

مع بداية سقوط النظام، في 8 كانون الأول 2024، توغلت إسرائيل في الأراضي السورية، وتجاوزت خط فض الاشتباك (برافو) ووصلت بعد أيام إلى مشارف قرية كويا. تبعد الكويا عن الخط العازل بين الأراضي السورية وإسرائيل حوالي أربعة كيلومترات، وتفصل بينهما قرية معرية، كما تبعد أقل من كيلومترين عن نهر اليرموك الذي يعد خطًا جغرافيًا فاصلًا بين سوريا والأردن.

بعد سقوط النظام بنحو أسبوع، طالب الجيش الإسرائيلي الأهالي بتسليم أسلحتهم إلى ما يعرف بـ "العمليات المشتركة" ومنع اللباس العسكري في الشوارع، وعدم إيواء غرباء عن هذه البلدات، إضافة إلى تقديم قوائم بأسماء الوجهاء والنافذين في المنطقة. وحملت لهجة التفاوض من الجانب الإسرائيلي نوعًا من التهديد والوعيد باقتحام القرية وتدميرها، وفقًا لتوضيح أحد الوجهاء لعنب بلدي. وربط الجانب الإسرائيلي تنفيذ مطالبهم بتجنيب البلدات من القصف أو الاقتحام.

وأشار هاني الغازي، أحد وجهاء بلدة كويا، في حديث سابق لعنب بلدي، إلى أن الإسرائيليين قالوا: "في حال لم تلتزموا بشروطنا، احصوا عدد منازلكم، وسنعطيكم بعددها خيامًا"، في إشارة إلى ترحيل السكان منها عبر قصفها.

توغلات في الكويا

توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في 14 أيلول، في ريف درعا الغربي، ونفذت عمليات تفتيش داخل الأحياء السكنية. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، بأن القوة المتوغلة، المؤلفة من 18 آلية عسكرية، داهمت منازل القاطنين في قرية صيصون، ونفذت عمليات تفتيش بحثًا عن السلاح، دون أن تسجل حالات اعتقال. وأقامت القوات الإسرائيلية حواجز على مداخل القرية، وانتشرت آليات أخرى للاحتلال في محيط سرية جملة دون أن تتم مداهمتها وتفتيش منازلها.

مشاركة المقال: