الثلاثاء, 21 أكتوبر 2025 03:50 PM

مدارس جرجناز: إصرار على التعليم رغم الاكتظاظ ونقص المقاعد

مدارس جرجناز: إصرار على التعليم رغم الاكتظاظ ونقص المقاعد

في مدينة جرجناز بريف إدلب الجنوبي، يظهر مشهد مؤثر يعكس إصرار المعلمين والأهالي على استمرار العملية التعليمية رغم الظروف الصعبة. يحاول الأهالي والكادر التعليمي تقديم التعليم بالإمكانيات المتاحة، حيث تضطر المعلمات والمعلمون في مدارس جرجناز إلى تقديم العلم لعشرات الطالبات في غرف تفتقر إلى المقاعد والمستلزمات الأساسية.

تصف دراين، إحدى المعلمات في مدرسة القدس، الواقع الصعب قائلة: "لا توجد لدينا سبورات ولا مقاعد، والباب مقسوم إلى ثلاث قطع ومرمم بقطع من الفايبر. نضطر إلى الكتابة عليه حسب الإمكانات المتاحة لإيصال جزء بسيط من المعلومات للطلاب، فالمساحة لا تكفي لشرح الدروس كاملة".

وتوضح المعلمة أن مدرسة القدس ليست الوحيدة التي تعاني، فمدارس هارون الرشيد والقادسية تشهد أوضاعًا مماثلة. وتضيف: "مدرسة القادسية وضعها أفضل قليلًا، فبها مقاعد وسبورات، والدراسة فيها تسير بشكل شبه نظامي. أما في مدرستنا ومدرسة هارون الرشيد، فالوضع بالغ الصعوبة، ولا توجد أي خطوات ملموسة حتى الآن، وكل ما نسمعه وعود بدعم قريب".

تشير المعلمة إلى أن عدد الطالبات في الصف الواحد يصل إلى نحو 58 طالبة، مما يصعب إيصال المعلومات وضبط الصفوف. وتضيف: "هناك خمسون طالبة في صف واحد دون مقاعد أو سبورات، وهذا تحد كبير بالنسبة لنا".

من جانبها، أكدت مديرة المدرسة أن الإقبال على المدرسة كبير رغم صعوبة الظروف، وقالت: "المدرسة فيها فوجان، الأول للإناث ويضم حوالي 500 طالبة، والفوج الثاني للذكور بعدد يقارب 500 طالب، ومع ذلك لا توجد تجهيزات كافية، لا سبورات ولا مقاعد، ومعظم الصفوف بحاجة إلى ترميم".

توضح المديرة أن الكادر التعليمي يعمل بإمكانات محدودة جدًا، وأن المدرسة تعتمد على المبادرات الفردية والمعلمين المتطوعين لاستمرار العملية التعليمية، مؤكدة أن الطلاب "يتعلمون في بيئة لا تليق بحقهم في التعليم".

أما أبو أحمد، وهو أحد أهالي المدينة، فيقول إن أبناءه يدرسون في المدرسة نفسها، وإن الوضع يثير قلق الأهالي جميعًا: "نحن نخاف على أولادنا، بس ما في خيار تاني. المدرسة قريبة وما في مدارس بديلة، وكلنا نعرف الوضع الصعب اللي فيه المدارس. لازم المنظمات والمعنيين يشوفوا هالواقع لأن أولادنا عم يدرسوا بظروف ما بتصلح للتعليم".

ورغم الوعود بتحسين أوضاع المدارس وتوفير المستلزمات التعليمية، إلا أن شيئًا ملموسًا لم يظهر حتى الآن، بحسب شهادات الأهالي والمعلمين، الذين يخشون من أن يؤدي استمرار هذا الوضع إلى تراجع جودة التعليم وازدياد التسرب المدرسي.

في جرجناز، كما في كثير من بلدات إدلب، لا تزال أبواب الصفوف تقوم مقام السبورات، والطلاب يتشبثون بحلم التعلم رغم برد الجدران الفارغة، في انتظار دعم يعيد للمدارس شيئًا من مقوماتها الأساسية.

مشاركة المقال: