الإثنين, 20 أكتوبر 2025 11:15 PM

إهمال الطرق في ريف الرقة الشمالي: معاناة مستمرة تهدد حياة السكان واقتصاد المنطقة

إهمال الطرق في ريف الرقة الشمالي: معاناة مستمرة تهدد حياة السكان واقتصاد المنطقة

يعيش سكان قرى كبش غربي، ورويات، والعجاج، والساير، وعشرات القرى الأخرى في ريف الرقة الشمالي، معاناة مستمرة منذ أكثر من أربعة عشر عامًا بسبب تدهور الطريق الرئيسي الذي يربطهم بمدينة الرقة. تحول هذا الطريق إلى مسار ترابي مليء بالحفر والمطبات، بعد أن كان شريان الحياة للمنطقة.

أدى الإهمال الطويل إلى تلف الطبقة الإسفلتية بالكامل، ليصبح الطريق وعرًا مليئًا بالحجارة والغبار صيفًا، ومستنقعًا من الوحل والطين شتاءً. هذا الوضع يجعل التنقل صعبًا للغاية، خاصة بالنسبة للطلاب والمرضى وكبار السن الذين يحتاجون إلى الوصول إلى المدارس والمراكز الطبية في مدينة الرقة بشكل يومي تقريبًا.

على الرغم من المناشدات المتكررة، لم يشهد الطريق أي إصلاح فعلي، باستثناء محاولة يتيمة قبل ثلاث سنوات عندما أطلقت الإدارة المحلية مشروعًا أوليًا لإعادة تأهيله. بدأت الأعمال بإزالة بقايا الإسفلت القديم، ولكن المشروع توقف فجأة دون توضيح الأسباب، مما ترك الطريق في حالة أسوأ مما كان عليه.

يصف محمد العبد، أحد سكان قرية كبش غربي، الوضع قائلاً: "لم نعد نحتمل هذا الطريق، فالغبار يخنقنا صيفًا، والطين يحاصرنا شتاءً. أصبح التنقل على هذا المسار معاناة حقيقية وكارثة يومية لكل من يسلكه."

ويضيف عبد الرحمن الكنو من قرية رويات: "منذ أكثر من أربع عشرة سنة ونحن نعاني من نفس المشكلة. الطريق هو منفذنا الوحيد إلى المدينة، لكن وعود إعادة التأهيل تتكرر دون تنفيذ. والآن نقترب من موسم الشتاء من جديد، ولا نرى أي تحرك فعلي."

ويشير محمد العلي من قرية العجاج إلى الأثر الأكبر للمشكلة: "طريق قريتنا لا يمكن وصفه بالطريق، بل هو كابوس يومي. ومع أول هطول للأمطار تنقطع الطرق بشكل كامل. الغريب أن معظم طرق مدينة الرقة تم تعبيدها، باستثناء هذا الطريق الحيوي الذي يخدم عشرات القرى."

تدهور الطرق لا يقتصر على معاناة السكان، بل يضر أيضًا بالاقتصاد المحلي. فالطريق هو الممر الوحيد لنقل المحاصيل الزراعية، المصدر الأساسي للدخل. يؤدي سوء الطرق إلى تعطل حركة النقل وارتفاع تكاليف الشحن، مما يقلل من أرباح المزارعين ويؤثر على الأسعار. كما يؤثر سلبًا على التعليم والصحة، حيث يواجه الطلاب صعوبة في الوصول إلى مدارسهم، ويضطر المرضى إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المستشفيات.

يطالب سكان ريف الرقة الشمالي الجهات المعنية، سواء الإدارة المحلية أو المنظمات الإنسانية، بالتحرك العاجل لإعادة تأهيل الطريق الرئيسي. يرون أن تأهيله ليس مجرد مشروع بنية تحتية، بل خطوة إنسانية وتنموية لتحسين معيشتهم وإعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى المنطقة. يأمل السكان أن تتحول الوعود إلى أفعال قبل الشتاء، الذي يجلب معه عزلة ومعاناة مضاعفة.

مشاركة المقال: