الإثنين, 20 أكتوبر 2025 07:53 PM

مدارس إدلب المنكوبة: تلاميذ يواجهون الشتاء القارس في فصول بلا أبواب أو نوافذ

مدارس إدلب المنكوبة: تلاميذ يواجهون الشتاء القارس في فصول بلا أبواب أو نوافذ

في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، يواجه الطلاب تحديات جمة داخل مدارس مدمرة تفتقر إلى أبسط مقومات التعليم. يجلس التلاميذ على الأرض الباردة لتلقي دروسهم، في مشهد يجسد آثار الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، ويكشف معاناة الأهالي والمعلمين مع اقتراب فصل الشتاء.

قرية معرشمارين جنوب إدلب، تعد مثالاً على المناطق التي لا تزال تعاني من تبعات الحرب وأعمال النهب والتخريب التي نفذتها قوات نظام بشار الأسد. تحولت مدارسها إلى مبانٍ شبه خالية من المقاعد والأبواب والنوافذ، وتصدعت جدرانها نتيجة القصف والإهمال.

مع اقتراب البرد القارس، يسعى الأطفال لمواصلة تعليمهم في ظل ظروف إنسانية صعبة، بينما يبذل المعلمون جهودًا مضاعفة للحفاظ على استمرارهم في الدراسة.

لا مقاعد ولا سبورة

أوضح مدير مدرسة معرشمارين، عبدالله الرحال، أن العملية التعليمية استؤنفت في القرية، لكن البنية التحتية المدمرة تجعل استمرار التعليم أمرًا صعبًا للغاية. وأضاف الرحال في حديثه للأناضول: "قريتنا كانت من أوائل القرى التي عاد إليها السكان بعد التحرير، لكننا نواجه اليوم تحديات كبيرة. الطلاب يأتون إلى المدرسة ولا يجدون مقاعد أو سبورة أو حتى أبوابًا ونوافذ".

في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرت فصائل سورية على البلاد، منهية 61 عامًا من حكم حزب البعث، و53 عامًا من سيطرة عائلة الأسد.

وأشار الرحال إلى أن غياب المرافق الأساسية مثل دورات المياه والتدفئة يثير قلق أولياء الأمور على صحة أبنائهم. وناشد الجهات الإنسانية والحكومية دعم المدارس لتوفير المستلزمات التعليمية الأساسية وحماية الأطفال من الأمراض، مؤكدًا أن صيانة المدارس أصبحت ضرورة ملحة.

ولفت الرحال إلى أن مدارس ريف إدلب تعرضت في عام 2019 لعمليات نهب وتخريب من قبل قوات النظام المخلوع، مما أدى إلى فقدان معظم تجهيزاتها.

وضع مأساوي

من جانبه، وصف حسين الديري، عضو لجنة التنمية في القرية، وضع المدارس في المنطقة بأنه بالغ السوء، مشيرًا إلى أن معظم العائلات التي عادت إلى قريتها بعد الإطاحة بالنظام السابق وجدت منازلها ومدارسها مدمرة ومنهوبة.

وأضاف: "عاد إلى القرية نحو 1300 عائلة، ويبلغ عدد الطلاب المسجلين قرابة 1600، لكن المدارس الموجودة مدمرة بالكامل. لا توجد بنية تحتية أو أثاث أو تجهيزات تعليمية".

وأوضح أن ثلاث مدارس فقط في القرية تعمل حاليًا بنظام الفترتين الصباحية والمسائية، بينما يتكدس الطلاب في فصول بلا نوافذ أو أبواب أو تدفئة. وأضاف: "الأطفال يتأثرون بالبرد والأمراض. لدينا أكثر من 1700 منزل مهدم، والعديد من العائلات تقيم في خيام قرب بقايا منازلها. الوضع مأساوي بكل المقاييس".

تروي الطالبة سكينة أمين معاناتها اليومية قائلة: "أحمل كل يوم بطانية من البيت لأجلس عليها في الصف، أنا وصديقاتي نتقاسمها كي لا نجلس مباشرة على الأرض. معلمتنا تكتب الدروس على ورقة أو كرتون لأنه لا توجد سبورة".

واختتمت بالقول: "عندما تمطر، يدخل الماء من النوافذ المكسورة إلى الصفوف. أيدينا تتجمد ونحن نكتب، ولا نستطيع التركيز أو سماع المعلمة بسبب صوت الرياح. البرد يجعلنا ننسى ما نحفظه، والدراسة في هذه الظروف شبه مستحيلة".

الأناضول

مشاركة المقال: