الإثنين, 13 أكتوبر 2025 04:09 PM

زيارة البابا المرتقبة إلى لبنان: مبادرة اليونسكو عام 1989 وآمال بمخاطبة صريحة حول حروب الفرنجة في 2025

زيارة البابا المرتقبة إلى لبنان: مبادرة اليونسكو عام 1989 وآمال بمخاطبة صريحة حول حروب الفرنجة في 2025

أ. د. جورج جبور

بعد أسابيع قليلة، يقوم قداسة البابا بزيارة إلى لبنان، وهي زيارة أُعلن عنها ولم يصل إلى علمي أنه سيزور دولة أخرى.

في آذار 2000، صدر آسف بابوي عن وحشية الصليبيين، وكان أسفاً موجهاً إلى الذات، ولم يخاطب قداسة البابا ضحايا الوحشية.

بمناسبة مرور ربع قرن على الاعتذار، حاولت، بدءاً من آذار 2023، إثارة الاهتمام لكي يرتفع الأسف إلى مخاطبة لأحفاد الضحايا، مخاطبة تقترب من الاعتذار، ولكن لم أفلح.

ثم أُعلن عن زيارة بابوية إلى لبنان، وتأتي في عام 2025، مما شجعني على إعادة محاولة إثارة الاهتمام برفع مستوى آسف عام 2000.

يهمني في إعادة المحاولة إبراز أثر لبنان في الأسف، وهو أثر ابتدأ عام 1992. سلسلة الوقائع تتكلم:

1989: كلمتي في مؤتمر لليونسكو عن بناء السلم في عقول البشر، طالبت الفاتيكان بما يشبه الاعتذار، وأيدني في المؤتمر الكاردينال ماك غريغور.

1992: نقل القاصد الرسولي في دمشق رسالتي إلى قداسة البابا، ونقل إليَّ أخذ الفاتيكان علماً بمضمونها.

أواخر 1992: رسالة إليَّ من الأب اليسوعي العلامة كميل حشيمة تقول إن ما كتبه إلى قداسة البابا "ستكون له فائدة لا محال".

تاريخ لا أعلمه بالضبط: نشرت مجلة "الرعية" المارونية في بيروت رسالتي إلى قداسة البابا.

إذن، كان ثمة تأييد مسيحي ملموس لرسالتي، ولا سيما من رجلي دين مارونيين لكل منهما مقامه المرموق. الأول رئيس تحرير مجلة "المشرق" اليسوعية العريقة، والثاني مطران بيروت المشرف على مجلة "الرعية".

بعد شهر وبضعة أيام تبدأ زيارة بابوية إلى لبنان. الزائر هو البابا الأمريكي الأول. وتأتي زيارته بعد أسابيع قليلة من عرس غزة وشاهد العرس الأول رئيس أمريكا.

يقول الرئيس ترامب إنه ينوي بناء سلم في منطقتنا من العالم. يعلم قداسة البابا لا ريب أن رفع مستوى أسف 2000 سيساعد على بناء السلم ليس في منطقتنا من العالم فقط بل في كل العالم.

هل سيقوم قداسته في تشرين الثاني 2025 بعمل تكميلي لما تم في آذار 2000؟ آمل ذلك.

هل ستمتد إلى قداسته أيادي أصحاب الغبطة بطاركة المنطقة، وفي الطليعة بطريرك أنطاكية للروم الأورثوذوكس الذي منحني وساماً رفيعاً وهو محيط بمواقفي؟ أرجو ذلك.

《أرحب بقداسة البابا في ربوع لبنان وأتمنى له زيارة تعيد إلى المسيحية المشرقية ألقها الذي شهدته القدس حين التقى غبطة البطريرك صفرونيوس مع الخليفة عمر بن الخطاب.》

———————-

الكاتب: صاحب مبادرة 1989

حامل وسام القديسين بطرس وبولص بدرجة فارس كبير

الرئيس الفخري للرابطة السورية للأمم المتحدة

دمشق, يوم الاحد المبارك في 12 تشرين الأول 2025.

(أخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: