تواجه مدرسة موحسن الشرقية، الواقعة في حي اللابد بمدينة موحسن في ريف دير الزور الشرقي، وضعًا تعليميًا صعبًا يهدد مستقبل مئات الطلاب. يطلق الأهالي والفعاليات المحلية نداءات عاجلة لترميم مبنى المدرسة وتوفير الحد الأدنى من المتطلبات لبيئة تعليمية آمنة.
طلاب يجلسون على الأرض
أفاد عدد من أهالي دير الزور بأن المدرسة تعاني من نقص حاد في المقاعد والطاولات، مما يجبر العديد من الطلاب على الجلوس على الأرض أثناء الدروس. يعاني المبنى أيضًا من تدهور واضح في بنيته التحتية، حيث تفتقر معظم الفصول الدراسية إلى الأبواب والنوافذ، والحمامات في حالة سيئة للغاية، والجدران متصدعة ومتهالكة وتحتاج إلى ترميم وطلاء فوري.
يحمل المبنى رمزية إنسانية كبيرة، حيث كان في السابق "المشفى الميداني" لمدينة موحسن خلال سنوات الثورة السورية، وقدم خدمات طبية كبيرة للجرحى والمصابين من أبناء المدينة وريفها. واليوم، يواصل المكان أداء رسالة إنسانية جديدة من خلال التعليم، حيث يحتضن جيلًا من الأطفال يسعى إلى التعلم على الرغم من الظروف القاسية ونقص الموارد.
مطالبات عاجلة بتأهيل المدرسة وتوفير المقاعد للطلاب
في هذا السياق، وجه الأهالي والناشطون في موحسن نداءً عاجلاً إلى الجهات الحكومية المختصة والمنظمات الإنسانية والداعمين في الداخل والخارج، مطالبين بما يلي:
- تأهيل مبنى المدرسة لضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية.
- توفير المقاعد والطاولات لجميع الطلاب.
- إصلاح المرافق الصحية والنوافذ والأبواب على الفور.
- تزويد المدرسة بالمواد التعليمية الأساسية لاستمرار العملية التعليمية.
وأكدوا أن "دعم هذه المدرسة وأطفالها هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا لسوريا، ورسالة وفاء لمدينة صمدت وقدمت الكثير في أحلك الظروف"، داعين إلى إدراج مدرسة موحسن الشرقية ضمن خطط الاستجابة التعليمية العاجلة لهذا العام.
المطالب محقة ولكن الإمكانيات محدودة
من جانبه، علق رئيس مجلس مدينة دير الزور، ماجد حطاب، على هذه المطالب قائلاً: "كل مطالب الناس محقة لأنهم يطمحون للأحسن والأفضل، لكنهم يستعجلون ويتعاملون مع الدولة كأنها في حالة تعافٍ".
وأضاف حطاب: "المطالب واللوازم كثيرة، والمتوفر قليل، ونحن نتصرف ضمن الإمكانيات بأقصى ما نستطيع".
وأشار إلى موقف شخصي يعكس أولوياته، قائلاً: "من فترة سألني أحد المسؤولين: لو كنت صاحب قرار بحملة التبرعات، كيف تتصرف؟ وكان يتوقع أن أقول: سأخصصها للبلدية ولوازمها الكثيرة، لكن جوابي كان صادمًا، إذ قلت: لو كنت صاحب القرار، كنت سأهتم بالتعليم والصحة، لأن تعليم المواطن وصحته يجب أن تكونا الأولوية، وبعدها تأتي الخدمات الأخرى".
واختتم حطاب تصريحه مؤكدًا: "أي خدمة لأي مواطن، أنا جاهز أينما تكون، وقدر المستطاع".
دعوات للتضامن والتحرك العاجل
يأتي هذا النداء في ظل تفاقم الأزمات الخدمية في المناطق الشرقية، وخاصة في قطاع التعليم، الذي يعاني من إهمال متراكم منذ سنوات، مما يهدد بضياع جيل كامل. يطالب أهالي موحسن ومناصرو التعليم في دير الزور بتحرك عاجل من قبل وزارة التربية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لإنقاذ مدرسة موحسن الشرقية قبل فوات الأوان، وتحويلها من رمز للصمود إلى نموذج للتعليم الجيد في زمن التحديات.