الإثنين, 1 ديسمبر 2025 04:13 PM

بدء إعادة الإعمار في داريا ودوما: مشروع ضخم لإزالة الأنقاض ينطلق

بدء إعادة الإعمار في داريا ودوما: مشروع ضخم لإزالة الأنقاض ينطلق

في خطوة تعتبر الأكبر من نوعها منذ أشهر في ريف دمشق، انطلقت في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 حملة واسعة لإزالة وترحيل الأنقاض في مدينتي داريا ودوما، وذلك بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتحت إشراف مباشر من فرق الدفاع المدني السوري.

75 ألف متر مكعب من الأنقاض… بداية طريق طويل

أكد المهندس علي حاميش، مدير مشروع ترحيل الأنقاض في ريف دمشق، في حديث خاص لـ"" أن المشروع يهدف إلى ترحيل ما يقارب 75 ألف متر مكعب من الأنقاض في المرحلة الحالية، موزعة كالتالي: 30 ألف متر مكعب في داريا و 45 ألف متر مكعب في دوما.

وأشار حاميش إلى أن انطلاق الحملة من داريا يعود إلى اعتبارات فنية وواقعية تتعلق بحجم الدمار في المدينة، وأهمية التعجيل في تسهيل عودة الأهالي واستكمال مشاريع إعادة التأهيل.

من الإزالة إلى التدوير… صناعة جديدة من ركام الحرب

وفقًا لمدير المشروع، لن تقتصر عمليات الفرق على ترحيل الأنقاض، بل ستشمل إنشاء منظومة تدوير متكاملة تتضمن: فرازة، كسارة، معمل بلوك، معمل إنترلوك، ومعمل بلاط. تهدف هذه المنشآت إلى إعادة تدوير الأنقاض واستخدامها في مشاريع إعادة الإعمار، لتكون جزءًا من البنية التحتية الجديدة للمدينتين. ويؤكد حاميش أن المشروع سيكون "لبنة أساسية في إعادة إعمار سوريا خلال السنوات المقبلة".

داريا الأكثر دمارًا… وعودة الأهالي تصطدم بالركام

من جهته، أوضح عامر خشينة، نائب مدير منطقة داريا، أن المدينة لا تزال تعاني من دمار واسع يتراوح بين 60% و70%، خاصة في الأحياء الشمالية، حيث تعيق الأنقاض حركة الأهالي وتمنعهم من البدء في ترميم منازلهم ومحالهم. وقال خشينة في تصريح خاص لـ: "الأهالي يعودون من الشمال السوري، ولبنان، والأردن، وتركيا… لكن العائق الأكبر هو الأنقاض وتكلفة إزالتها المرتفعة جدًا. اليوم يقدم المشروع حلاً جوهريًا، إذ تتكفل فرق الدفاع المدني وبالشراكة مع مركز الملك سلمان بإزالة الأنقاض مجانًا، مما يسهل على الأهالي بدء أعمال الترميم".

وأشار إلى أن المواد الناتجة عن تدوير الأنقاض ستعود بالفائدة مباشرة على المدينة من خلال استخدامها في مشاريع خدمية تنفذها بلدية داريا.

عام واحد لإنجاز المشروع… والتنفيذ قد ينتهي قبل الموعد

وبين خشينة أن المدة الزمنية المحددة للمشروع هي عام كامل، إلا أن فرق العمل تتوقع انتهائه قبل ذلك نظرًا لحجم الآليات والكوادر المخصصة، مؤكدًا أن الأولوية هي فتح الطرقات وتهيئة البيئة المناسبة لعودة السكان.

إعادة تأهيل… وإعادة حياة

يُعد مشروع إزالة الأنقاض في داريا ودوما والحجر الأسود خطوة حيوية لإعادة تأهيل ما دمرته سنوات الحرب، ويدخل ضمن جهود أوسع لدعم المجتمعات المحلية وتحسين الواقع الخدمي، خاصة في المدن التي شهدت عمليات عسكرية واسعة وتهجيرًا قسريًا. ومع بدء تنفيذ المشروع فعليًا، تتجدد آمال الأهالي بعودة الحياة تدريجيًا إلى مدنهم التي أنهكها الدمار، فيما تُفتح نافذة جديدة نحو إعادة الإعمار، انطلاقًا من الركام نفسه.

مشاركة المقال: