الإثنين, 29 سبتمبر 2025 11:25 AM

ترامب يلوّح بـ«المفاوضة» مع نتنياهو: هل تتغير السياسة الأميركية تجاه إسرائيل؟

ترامب يلوّح بـ«المفاوضة» مع نتنياهو: هل تتغير السياسة الأميركية تجاه إسرائيل؟

بقلم: يحيى دبوق

هل نشهد تحولاً جوهرياً في موقف البيت الأبيض من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أم أن الأمر مجرد تكتيك مؤقت على شكل ورقة ضغط؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة مع وجود رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في واشنطن، وفي ظل الإشارات التي تدل على تغيير محتمل في السياسة الأميركية، والذي تجسد في الإعلان عن خطة الـ«21 نقطة» المنسوبة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب. وتتطرق الخطة، وإن بشكل غير مباشر، إلى ترتيبات مستقبلية قد تشمل إمكانية قيام دولة فلسطينية.

تشير التسريبات إلى أن إسرائيل شاركت في جزء من المشروع الجديد، بينما ستكون معنية بإدخال «تعديلات» على الجزء الآخر، بما يتناقض مع خطابها المعلن، ويفتح الباب أمام سيناريوهات تتجاوز فكرة «القضاء على حركة حماس» كشرط وحيد ونهائي لإنهاء الحرب. ومع ذلك، فإن التجارب السابقة مع الأميركيين تجعل من التسرع في الاستنتاجات أمراً غير وارد، خاصة وأن ترامب سبق له أن أطلق تصريحات وخططاً لم يتمكن هو ولا إسرائيل من تحقيقها، ليتم التراجع عنها في نهاية المطاف.

فهل يتكرر السيناريو هذه المرة، ولكن بمضمون مختلف؟ لقد منح ترامب إسرائيل وقتاً طويلاً، ربما فاق التوقعات، لتنفيذ مخططاتها، ولكن العجز وتراكم الضغوط، والخسائر المتتالية، قد تدفع الولايات المتحدة نحو تغيير مقاربتها للحرب، ومطالبة إسرائيل بمراجعة حساباتها.

سيواجه نتنياهو اختباراً وتحدياً كبيرين، إذ سيتعين عليه مواجهة ما كان يتجنبه منذ بداية الحرب.

يرى البعض أن الخطة المطروحة تهدف إلى امتصاص الانتقادات الدولية التي لمسها ترامب خلال لقاءاته على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث كانت الحرب في غزة وضرورة إنهائها موضوعاً ثابتاً في كل تلك اللقاءات. ولكن مع انتهاء هذا «الحرج المباشر»، قد تعود المقاربة الأميركية إلى مسارها المألوف: دعم غير مشروط لإسرائيل، وتجاهل أي ثمن سياسي للاستمرار في الحرب.

الجواب الحاسم لن يظهر في لقاء ترامب ونتنياهو في واشنطن، حتى وإن أطلقا تصريحات توحي بقبول المسار التفاوضي. فالحسم سيبقى معلقاً حتى عودة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى تل أبيب، ليتضح ما جرى «الاتفاق» عليه. فإذا كانت الخطة الأميركية جادة، وكان ترامب معنياً بتنفيذها، فستكون زيارة نتنياهو إلى واشنطن مختلفة تماماً عن سابقاتها.

إذ سيواجه اختباراً وتحدياً هائلين، لأنه سيضطر لمواجهة ما كان يتجنبه منذ بداية الحرب، وهو إنهاؤها بلا تحقيق أهم أهدافها: هزيمة دائمة للقضية الفلسطينية، والاستيلاء الكامل على قطاع غزة بلا سكانه؛ بل إن الخطة تشير إلى احتمال قيام دولة فلسطينية، ضمن أفق طموح، وفي سياقات ترتيب أمني وسياسي إقليمي أوسع.

لكن هذا لا يعني أن واشنطن تخلت عن تل أبيب، ولا أن ترامب انقلب على نتنياهو، ولكنه يشير إلى أن إسرائيل استهلكت كل الدعم الأميركي الممكن لإنهاء حربها بـ«الانتصار المطلق». ومع هذا «العجز العملي»، كان لا بد للراعي الأكبر من إعادة حساباته، وعدم انتظار نتائج لم تعد ممكنة، ووصلت إلى حد تحميل الولايات المتحدة كلفة استمرار حرب بلا نهاية.

من هنا، سيكون على نتنياهو، إن صدقت نوايا الولايات المتحدة هذه المرة، إما أن يُظهر مرونة مع المطالب الأميركية لتجنب مواجهة مع واشنطن، وهو ما قد يفقده شركاء الداخل ثم الحكم في تل أبيب، أو أن يتمسك بـ«الانتصار المطلق»، فيخاطر بالدعم الأميركي له، ويدفع نحو تحول الشعار المذكور من ركيزة أساسية في دعم سياساته، إلى ضغط لا يمكن مواجهته، ربما يستخدم ضده.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: