الجمعة, 26 سبتمبر 2025 12:16 PM

تصعيد في اليمن: غارات إسرائيلية على صنعاء توقع ضحايا مدنيين وتثير استنكاراً واسعاً

تصعيد في اليمن: غارات إسرائيلية على صنعاء توقع ضحايا مدنيين وتثير استنكاراً واسعاً

أفاد مراسل الأخبار، رشيد الحداد، بسقوط عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين في العاصمة اليمنية صنعاء، نتيجة لعدوان إسرائيلي استهدف ثلاثة أحياء سكنية مكتظة بالسكان في عدة مديريات بالعاصمة، بالإضافة إلى إصلاحية تابعة لجهاز الأمن والمخابرات في صنعاء القديمة، والتي تضم عدداً من السجناء والمعتقلين.

وذكر مصدر أمني لـ«الأخبار» أن العدوان استهدف «مبنى تابعاً لشركة الكهرباء في منطقة ذهبان شرقي العاصمة، وحياً سكنياً في مديرية السبعين وحي ذهبان، قبل أن تمتد الغارات إلى حي الرقاص في مديرية معين وسط صنعاء، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى».

وفي حين لم يعلن جهاز الأمن والمخابرات عن حجم الخسائر البشرية الناتجة من استهداف الإصلاحية، رغم تأكيده تعرضها للقصف، أكد مصدر محلي لـ«الأخبار» أن «عدداً كبيراً من المنازل التاريخية تضرر جراء العدوان الذي طاول مبنى الإصلاحية»، مشيراً إلى «وجود ضحايا من المواطنين نقلوا إلى المستشفيات».

من جهتها، استنكرت وزارة الصحة في حكومة صنعاء، في بيان، استهداف العدو للأحياء السكنية والأعيان المدنية، معلنة عن ارتقاء شهيدين وسقوط 48 جريحاً في حصيلة أولية، ومؤكدة أن الأرقام قابلة للارتفاع مع استمرار أعمال الإنقاذ. وأوضحت أن فرق الدفاع المدني والإسعاف تعمل على «الوصول إلى الضحايا من تحت الأنقاض»، لافتة إلى أن العدوان تسبب بـ«دمار واسع في عدد من منازل المواطنين والمنشآت الخدمية»، ووصفت الجريمة بأنها «جريمة حرب تضاف إلى رصيد الكيان الأسود في غزة واليمن ولبنان».

وبينما شوهدت صواريخ دفاع جوي أثناء القصف الإسرائيلي وهي تلاحق الطائرات المعادية في سماء صنعاء، أكدت مصادر عسكرية محلية لـ«الأخبار» أن الدفاعات الجوية التابعة للقوات المسلحة تمكنت من «تحييد عدد من الطائرات المهاجمة وأجبرتها على مغادرة أجواء العاصمة»، لافتة إلى أن هذا الأمر «أفشل الحملة العدوانية بنسبة كبيرة».

ورغم إعلان جيش الاحتلال أن قواته الجوية استخدمت «20 طائرة مقاتلة» ألقت نحو «65 قنبلة»، وهو ما يعد أكبر عدد من الذخائر التي استخدمتها في عدوانها الذي يحتل المرتبة الخامسة عشرة، بين الهجمات المتتالية منذ عام، أكدت وسائل إعلام عبرية أن الهجوم «لم يحقق سوى 2% من أهدافه». ونقلت «القناة الـ12» العبرية أن المخطط الإسرائيلي كان يستهدف إلقاء 70 قنبلة في إشارة إلى تحديد 70 هدفاً، فيما قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن الطيران الإسرائيلي لم يتمكن من تنفيذ العملية كاملة وأسقط 13 قنبلة فقط، وليس 65 حسبما نقلت إذاعة جيش الاحتلال.

وفي غضون ذلك، بدت حال الارتباك واضحة لدى قادة العدو؛ إذ برر وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، استهداف الأحياء المدنية بالقول إن قواته استهدفت «ناشطين موالين للحوثيين»، في حين زعم جيش الاحتلال استهداف مواقع القيادة والسيطرة وقيادات عسكرية في صنعاء. لكن مصدراً مسؤولاً في وزارة الدفاع اليمنية، نفى في تصريح نقلته «وكالة الأنباء اليمنية» (سبأ)، هذه المزاعم، مؤكداً أن «الهجوم الفاشل للعدو استهدف مباني سكنية وأعياناً مدنية»، وأن «هذا العدوان لن يؤثر على عملياتنا العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني».

وكان قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، قال، في خطابه الأسبوعي أمس، إن «عمليات جبهة اليمن هذا الأسبوع نفذت بـ21 ما بين صاروخ ومسيرة، بينها عملية الأمس، التي استهدفت العدو في أم الرشراش»، لافتاً إلى أن هذه العملية كانت «ذات أهمية كبيرة، لأنها حققت الاختراق لمنظومة العدو الإسرائيلي، وهذا الاختراق مستمر»، في إشارة إلى الفشل الإسرائيلي، في اعتراض المسيرات وبعض الصواريخ. وأضاف أن «حظر الملاحة البحرية على العدو الإسرائيلي مستمر في مسرح العمليات الممتد من البحر الأحمر عبر باب المندب وخليج عدن إلى البحر العربي»، مشيراً إلى أنه «تم استهداف سفينة مخالفة لقرار الحظر» هذا الأسبوع.

مشاركة المقال: