الجمعة, 26 سبتمبر 2025 12:18 AM

اعتراف دولي متزايد بفلسطين يواجه تصعيداً إسرائيلياً في غزة

اعتراف دولي متزايد بفلسطين يواجه تصعيداً إسرائيلياً في غزة

دمشق-سانا: في خطوة تاريخية تعكس تحولاً ملحوظاً في المواقف الدولية، أعلنت ثلثا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وغالبية دول الاتحاد الأوروبي اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. وبذلك، ارتفع عدد الدول المعترفة إلى 159 دولة من أصل 193 عضواً، أي ما يزيد عن 75% من المجتمع الدولي، وسط توقعات بالمزيد من الاعترافات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقد جاءت هذه الاعترافات المتتالية من دول بارزة مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، تبعتها لوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو. وأعلنت جمهورية سان مارينو اعترافها خلال مؤتمر "حل الدولتين" الذي انعقد في نيويورك بمبادرة سعودية وفرنسية، وبمشاركة واسعة من قادة العالم.

المؤتمر، الذي استضافته الجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء عقب اعتماد "إعلان نيويورك" بأغلبية ساحقة، والذي حدد خطوات عملية نحو تنفيذ حل الدولتين، وذلك على الرغم من رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي لفكرة الدولة الفلسطينية، وتصاعد الدعوات الدولية الداعمة لها.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد خلال المؤتمر أن "الدولة الفلسطينية حق وليست مكافأة"، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ومندداً بما وصفه بالعقاب الجماعي الذي تمارسه "إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني.

من جانبه، أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن غالبية دول الاتحاد الأوروبي تعترف رسمياً بدولة فلسطين، بينما صرحت رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس بأن "حل الدولتين هو خطة السلام الوحيدة"، مشيرة إلى إنشاء مجموعة مانحين وآلية لإعادة إعمار غزة.

المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات حاجة لحبيب دعت إلى تجاوز الجانب الرمزي في الاعتراف، مؤكدة على الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية واحترام القانون الدولي. وطالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، معتبراً أن المؤتمر يمثل بداية الطريق نحو تحقيق العدالة.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقد سياسات حكومة الاحتلال التي تسعى إلى منع قيام دولة فلسطينية، بينما دعا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة التاريخية، مؤكداً أن تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدد على أنه "لا شيء يبرر الحرب المستمرة في غزة"، في ظل تصاعد الضغوط على القوى الغربية للاعتراف بفلسطين، نتيجة للجرائم الإسرائيلية التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في تدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار المجاعة في القطاع.

وعلى الرغم من هذا الزخم الدولي، لا تزال الولايات المتحدة وألمانيا، الحليفتان الرئيسيتان لـ "إسرائيل"، ترفضان الاعتراف بدولة فلسطين، وسط انتقادات متزايدة لموقفهما. ويرى مؤيدو حل الدولتين أن غياب الدولة الفلسطينية يضع "إسرائيل" أمام خيارين: إما استمرار الاحتلال أو القبول بدولة ثنائية القومية.

تحظى فلسطين حالياً بصفة مراقب في الأمم المتحدة، في ظل عرقلة أمريكية لمنحها العضوية الكاملة، على الرغم من أن الاعتراف بها بدأ منذ إعلان المجلس الوطني الفلسطيني قيام الدولة عام 1988، وتوالت الاعترافات في التسعينيات، وصولاً إلى موجة جديدة عام 2024 شملت دولاً أوروبية وكاريبية.

وفي تموز الماضي، أعلنت 15 دولة نيتها الاعتراف بفلسطين، بينما تعترف بها دول أعضاء عدة في "الناتو" ومجموعة العشرين، بما في ذلك السعودية والصين والبرازيل وروسيا وتركيا وجنوب أفريقيا والنرويج.

انتقدت حكومة الاحتلال وحليفتها الولايات المتحدة سلسلة الاعترافات الجديدة، ورفض رئيس حكومة الاحتلال، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب، الاعتراف بفلسطين، مهدداً بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، بينما انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الدعوات، لتبقى الولايات المتحدة الدولة الوحيدة من بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التي لا تعترف بفلسطين.

مشاركة المقال: