الجمعة, 26 سبتمبر 2025 12:14 PM

رغم التهديدات الإسرائيلية: "أسطول الصمود" يقترب من غزة وسط حماية دولية

رغم التهديدات الإسرائيلية: "أسطول الصمود" يقترب من غزة وسط حماية دولية

تتواصل رحلة سفن "أسطول الصمود العالمي" المحملة بالمساعدات الطبية والإنسانية نحو قطاع غزة المحاصر، وذلك وسط ملاحقة مكثفة من المسيّرات الإسرائيلية. يأتي ذلك رغم تصعيد قوات الاحتلال هجماتها على الناشطين، في تعدٍّ إسرائيلي جديد على القانون الدولي والمياه الإقليمية.

وقد استدعى هذا الوضع تحركاً من إيطاليا وإسبانيا، اللتين أرسلتا سفنًا بحرية لحماية "الأسطول"، في ظل غياب ملحوظ من الحكومات العربية، التي يسجل مواطنوها حضوراً لافتاً على متن القوارب.

بعد ساعات من تعرض الناشطين لهجمات بقنابل صوتية وكيماوية أطلقتها المسيرات الإسرائيلية، عندما كانوا على بعد 30 ميلاً بحرياً من جزيرة جافدوس اليونانية، أرسلت إيطاليا سفينة حربية، ثم أعلنت إرسال سفينة ثانية، وتبعتها إسبانيا بخطوة مماثلة.

أكد وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروسيتو، أن "جناة مجهولين حالياً" استهدفوا السفن، معرباً عن إدانته الشديدة للحادثة. وأشار إلى أن الفرقاطة الإيطالية "فاسان" ستتوجه إلى الأسطول بهدف إجراء "عمليات إنقاذ محتملة".

تأتي هذه الإجراءات في وقت تؤكد فيه إدارة الأسطول أن حكومات عدة حذرت مواطنيها المشاركين فيه من هجوم إسرائيلي وشيك، وعقب تأكيد ناشطين على متن "سفينة عمر المختار" أن ثلاث طائرات مسيّرة تحلق فوقهم وتجري ما يشبه "عملية مسح" للسفينة.

عبر صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للأسطول، أفاد نشطاء خليجيون بأنهم لاحظوا "نوعاً مختلفاً من المسيّرات" تحلق على ارتفاع منخفض، وأنها بدأت بإلقاء بعض المواد على عدد من السفن.

وبحسب المصدر نفسه، تعرضت 14 سفينة لهجوم بالقنابل، ما أسفر عن إصابة بعض الأشخاص بحروق في العينين ومشاكل في التنفس، وتضرر بعض السفن.

يؤكد الناشطون أن ما يتعرضون له من ترهيب إسرائيلي، يعانيه أبناء غزة بشكل يومي منذ عامين، متسائلين عن سبب عدم "اقتداء حكوماتهم بالموقف الإيطالي".

رغم أن قوات الاحتلال لم تتبن الهجوم مباشرة، إلا أنها وجهت اتهامات للناشطين بـ"التواطؤ مع (حماس)"، وحذرت الخارجية الإسرائيلية من أنها "ستتخذ الإجراءات اللازمة لوقف السفن، إذا لم تقبل الاقتراح البديل بإسقاط المساعدات في ميناء إسرائيلي، وترك مهمة نقلها إلى غزة للسلطات الإسرائيلية".

يؤكد الناشط والمنسق التونسي، وائل نوّار، أن الهجمات لن تعطّل مواصلة طريقهم ولن تمس معنوياتهم، بل ستزيدهم قناعة بأنهم على الطريق الصحيح وأن الكيان الصهيوني يخشى وصولهم إلى غزة.

من المتوقع أن تصل السفن إلى غزة في غضون أربعة أيام كحد أقصى، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، من ناحية الأحوال الجوية وعدم تجدد الهجمات الإسرائيلية.

تلقى الناشطون تعليمات حول كيفية الاستجابة "سلمياً" لأي اعتداء من القوات الإسرائيلية، ويؤكد نوّار أنهم في مهمة إنسانية مدنية سلمية، ويحملون مساعدات إغاثية، ويطالبون كافة الهيئات والمؤسسات الدولية بحماية السفن.

في وقت سابق، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى وقف "الهجمات" على الأسطول، مطالبة بإجراء تحقيق "مستقل ونزيه وشامل".

مشاركة المقال: