السبت, 20 سبتمبر 2025 02:39 AM

تطلعات في حلب: سكان الأحياء الشرقية ينتظرون تحسن الخدمات بعد إطلاق مشاريع جديدة

تطلعات في حلب: سكان الأحياء الشرقية ينتظرون تحسن الخدمات بعد إطلاق مشاريع جديدة

على الرغم من الوعود المتكررة والمشاريع التي تم الإعلان عنها، لا تزال الأحياء الشرقية في مدينة حلب تعاني من تدهور في الخدمات الأساسية، مما يلقي بعبء ثقيل على السكان ويعيق سير الحياة اليومية. وبينما تعلن محافظة حلب عن مبادرات جديدة تهدف إلى تحسين الطرق والحدائق وتعزيز مستوى الخدمات، يتباين موقف السكان بين التفاؤل بإمكانية حدوث تحسن ملموس في الخدمات والتخوف من التأخير أو عدم إنجاز هذه المشاريع.

تشمل المشاريع المعلن عنها تحسين البنية التحتية، ورصف الطرق، وإعادة تأهيل الحدائق في الأحياء الشرقية، التي تعاني من شوارع متضررة، ونقص في المساحات الخضراء، وشبكات صرف صحي قديمة، مما يثير قلق السكان، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

في انتظار التحسن

الأحياء الممتدة من الصالحين والفردوس والشعار إلى مساكن هنانو وصلاح الدين وبستان القصر، لا تزال تواجه تحديات كبيرة. الشوارع الرئيسية متضررة، والطرق الفرعية غير صالحة للاستخدام، وشبكات الصرف الصحي بحاجة إلى صيانة عاجلة. بالإضافة إلى ذلك، المساحات الخضراء محدودة، مما يحرم السكان من متنفس طبيعي. هذه الظروف تجعل أي إعلان رسمي محط اهتمام دقيق من قبل الأهالي، الذين يأملون في أن تتحول المشاريع إلى واقع ملموس.

نجلاء مصري (47 عامًا) من حي الصالحين، صرحت لعنب بلدي بأن الحياة اليومية في حيها صعبة بسبب الطرق المتضررة والبنية التحتية القديمة. ومع ذلك، ترى في المشاريع الجديدة فرصة لتحسين البيئة وإعادة الحيوية إلى الحي. وأعربت عن قلقها من تفاقم المشكلات مع حلول الشتاء إذا لم يتم تنفيذ الخطة على أرض الواقع.

عبد الرحمن عامر، أحد سكان حي الهلك ويعمل سائق أجرة، ذكر لعنب بلدي أن السكان ينتظرون التنفيذ الفعلي للمشاريع. وشدد على أهمية رصف الشوارع واستبدال شبكات الصرف الصحي لما له من تأثير إيجابي على حياة كل فرد في الحي، وخاصة في أحياء الصالحين والفردوس والشعار. وأشار إلى أن نجاح أي مشروع جديد لا يقتصر على الإعلان عنه، بل يتطلب متابعة التنفيذ وتقييم النتائج الواقعية.

محمد المحمد، موظف متقاعد من سكان مساكن هنانو، أكد أن إعادة تأهيل الحدائق والمرافق العامة خطوة ضرورية لإعادة الحياة إلى الأحياء الشرقية بأكملها. وأضاف خلال حديثه لعنب بلدي أن إنشاء الملاعب والمساحات الترفيهية وزراعة الأشجار والنباتات سيوفر متنفسًا للأهالي بعد سنوات من الإهمال. ويرى محمد أن نجاح المشاريع يعتمد على الجدية في التنفيذ ومعالجة المشكلات المزمنة قبل أن تتفاقم في المستقبل.

مع كل هطول للأمطار، تتحول معظم شوارع الأحياء الشرقية إلى برك ومستنقعات مائية تعيق حركة المرور وتغمر الأرصفة والمحال التجارية. ويعزو السكان ذلك إلى غياب مصارف مطرية فعالة وتكرار حفر الطرق دون استكمال شبكات الصرف الصحي، مما يجعل أي كمية من الأمطار كافية لإغراق الشوارع وتعطيل الحياة اليومية.

مشاريع خدمية

ذكرت محافظة حلب على صفحتها الرسمية على “فيسبوك” في 16 من أيلول الحالي، أن المحافظ عزام الغريب، برفقة رئيس مجلس المدينة محمد علي عزيز، قام بجولة ميدانية في أحياء الصالحين وقاضي عسكر ومساكن هنانو. وشملت الجولة الاطلاع على مجموعة من المشاريع الخدمية التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية والواقع البيئي والخدمي في المدينة.

وأوضحت المحافظة أن المشاريع تتضمن استبدال خطوط الصرف الصحي في “كرم الأفندي والصالحين”، مع رصف الشوارع وإنشاء مصارف مطرية. كما ستشمل الأعمال حدائق الحاووظ وهنانو لإعادة تأهيلها وزراعة آلاف الأشجار والنباتات، وإنشاء ملاعب ومسطحات خضراء ومرافق خدمية وترفيهية.

وأكد المحافظ، بحسب ما نشرته المحافظة، أن هذه المشاريع تمثل خطوة عملية لإعادة الأحياء المتضررة إلى حياتها الطبيعية، وتحسين مستوى الخدمات، وتأمين فضاءات مناسبة للعائلات. وأشار إلى أن العمل يتم وفق خطة شاملة توازن بين البنى التحتية والخدمات العامة والمساحات الخضراء.

“ترقيع موسمي”.. طرق حلب تنتظر “التزفيت” بعد اعتماد الموازنة

سنوات من الإهمال

في تصريحات سابقة لعنب بلدي، أوضح مسؤول المشاريع الخدمية في محافظة حلب، مصطفى قرنفل، أن فرق الصيانة تعمل على إصلاح الطرق وفق الإمكانيات المتاحة. وأشار إلى أن الأولوية للأحياء الشرقية نظرًا لحجم الدمار الكبير الذي لحق ببنيتها التحتية، سواء في الطرق أو الخدمات.

وردًا على الانتقادات المتعلقة بسوء جودة بعض أعمال الصيانة وفشلها بعد فترة قصيرة، أرجع قرنفل السبب إلى طبيعة المناطق غير المنظمة في المدينة، ولا سيما في الأحياء الشرقية. وبحسب قرنفل، تضطر الفرق الفنية إلى إعادة حفر الطرق بعد استكمال أعمال التزفيت بسبب أعطال في شبكات الصرف الصحي أو المياه، مما يؤدي إلى تلف طبقات الأسفلت. كما لفت إلى أن بعض الأحياء تعاني أصلًا من ضعف في شبكات البنية التحتية، الأمر الذي يجعل الطرق أكثر عرضة للتضرر المتكرر.

بدوره، قال مدير مديرية الحدائق في حلب، عبد الرزاق الصالح الحجي، في تصريح سابق لعنب بلدي، إن معظم الحدائق والمرافق التابعة للمديرية بحاجة إلى تأهيل. وأوضح أن الحدائق العامة والمنصفات والدوارات والأحواض المائية والأحراش، لا تزال بحاجة إلى تأهيل واسع نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بها خلال السنوات الماضية.

تراكمت المشكلات الخدمية على مدى سنوات في الأحياء الشرقية بمدينة حلب، نتيجة الإهمال والقصف من قبل قوات النظام السابق، إضافة إلى ضعف الاستثمارات وقلة الدعم.

حدائق حلب.. خدمات متردية بانتظار “خطة التأهيل”
مشاركة المقال: