سلمت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) جثتي شابين كانت قد اعتقلتهما وهما مصابان خلال عملية أمنية نفذتها في ريف دير الزور الشرقي قبل خمسة أيام. العملية الأمنية التي نفذتها "قسد" وقوات التحالف الدولي بدأت مساء 29 من تشرين الأول الماضي واستمرت حتى ساعات الفجر، وتخللها تحليق مكثف للطيران المروحي والمسيّر.
أفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن "قسد" سلمت جثتي الشابين محمد مهيدي الرشيد الهويش وعلي النجم الهويش فجر اليوم، الاثنين 3 من تشرين الثاني. وكان الشابان قد اعتقلا فجر 30 من تشرين الأول الماضي، بعد تعرضهما للإصابة، إلى جانب خمسة أشخاص آخرين، بينهم طفل وامرأة. الطفل هو صالح الهويش، أحد أبناء عمومة الشابين المعتقلين، وما زال معتقلًا حتى الآن، في حين أفرجت "قسد" عن إيمان المحسن القماري، بعد ساعات من اعتقالها.
في حين لم تكشف "قسد" عن تفاصيل العملية، ذكرت وكالة "نورث برس" العاملة في شمال شرقي سوريا أن "قسد" وقوات التحالف نفذتا حملة اعتقالات طالت خمسة متهمين بالانتماء لخلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف دير الزور. ونقلت وكالة "نورث برس" عن مصدر عسكري بدير الزور، لم تسمه، أن قوات من "قسد" والتحالف الدولي وبمساندة جوية من الطيران المسير والمروحي، فتشت أحياء الصماعة، والهويش، والفارس في غرانيج. وأضاف المصدر أنه في حي الهويش حاول شخصان مطلوبان الفرار، فأصيب أحدهما بطلق ناري بينما قتل الآخر، بينما اُعتقل أربعة "مطلوبين" في بقية الأحياء. وأشار المصدر إلى أن القوات المشاركة ضبطت بحوزة المطلوبين أسلحة وذخائر، وفق "نورث برس".
يذكر أن بلدة غرانيج شهدت توترات منتصف آب الماضي، تخللتها اشتباكات ومداهمات. وقالت "قسد" حينها إنها نفذت المداهمات ضد عناصر لتنظيم "الدولة"، في حين ذكر أهالٍ من البلدة أن الاعتقالات طالت مدنيين. وفي 13 من آب الماضي، أقدم مجهولون على اختطاف أربعة عناصر من "قسد" في غرانيج، لتقتحم الأخيرة البلدة وتشتبك داخلها مع عدد من السكان، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين. وشنت "قسد" حملة تمشيط ومداهمات واسعة في بلدتي الجيعة والجنينة واستهدفت منازل عائلة العليان، واستقدمت تعزيزات عسكرية إلى بلدة الجنينة غربي دير الزور. وفي 15 من آب، قالت "قسد" إن قوات "مجلس دير الزور العسكري" التابعة لها استطاعت تحرير أربعة من مقاتليها، بعد أن اختطفتهم خلية يشتبه ارتباطها بتنظيم "الدولة". وأضافت أن عملية الاختطاف تمت خلال وجود العناصر في مركز صحي ببلدة غرانيج لتلقي العلاج خارج نطاق مهامهم الرسمية. وفجر 16 من آب، عادت "قسد" لتداهم بلدة غرانيج ونفذت حملة عسكرية أسفرت عن اعتقال 30 مدنيًا، وحرق منزل القيادي السابق في "مجلس هجين العسكري"، "أبو الحارث الشعيطي".
وفي 2 من تشرين الثاني الحالي، قال مراسل عنب بلدي إن "قسد" استهدفت مدنيًا في بلدة الحصان بريف دير الزور الغربي، ما أدى إلى إصابته بجروح. وشهدت البلدة توترًا أمنيًا عقب الحادثة، التي تُعد الثانية من نوعها خلال الأيام العشرة الأخيرة، إذ سبق أن استهدفت "قسد" مدنيًا في المنطقة في وقت سابق من الأسبوع الماضي.