الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 07:12 PM

اتفاق ثلاثي يضع خريطة طريق جديدة للسويداء: حل سياسي وإنساني شامل برعاية أردنية وأمريكية

اتفاق ثلاثي يضع خريطة طريق جديدة للسويداء: حل سياسي وإنساني شامل برعاية أردنية وأمريكية

أكد الوزير الأردني السابق بسام العموش، في حديث لمنصة ""، على أهمية الاتفاق الثلاثي بين الأردن وأمريكا وسوريا بشأن محافظة السويداء جنوب سوريا، مشيراً إلى أن الأردن معني باستقرار السويداء لموقعها على حدوده.

أمر استراتيجي لسوريا والأردن

أوضح العموش أن الاتفاق الثلاثي بين سوريا والأردن وأمريكا يصب في مصلحة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وهو هدف استراتيجي للدولة السورية ولأهالي السويداء المخلصين، وكذلك للأردن. وأضاف أن الوجود الأمريكي ضروري لردع إسرائيل عن محاولات تقسيم سوريا والتلاعب بمكوناتها الاجتماعية والعرقية والطائفية. وشدد على أن من لجأوا إلى إسرائيل لا يمثلون أهالي السويداء، وأن الاتفاق يهدف إلى تلبية مطالبهم بمحاسبة المتجاوزين، وهو واجب الدولة تجاه شعبها. وأكد أن الأردن يدعم الدولة السورية سياسياً وإغاثياً لأهالي السويداء، انطلاقاً من مصلحته في استقرارها.

إعلان الاتفاق

شهدت دمشق إعلان اتفاق جديد بشأن محافظة السويداء برعاية أردنية أمريكية وبالتنسيق مع الحكومة السورية. تم التوقيع على خريطة طريق تتضمن سبع خطوات عملية لمعالجة الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية في المحافظة، التي شهدت اضطرابات وأحداثاً دامية في الأشهر الأخيرة. وخلال مؤتمر صحفي جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بنظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، تم التأكيد على أن الخطة الجديدة ترتكز على محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم، بالتنسيق مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي. وتشمل الخطة أيضاً ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية، وتعويض المتضررين، وترميم القرى والبلدات المتضررة، وتسهيل عودة النازحين.

سبع خطوات عملية

تضمنت الخريطة المعلنة إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية، ونشر قوات محلية تابعة لوزارة الداخلية السورية لحماية الطرق وتأمين حركة المواطنين والتجارة. كما تناولت قضية المفقودين، حيث نصت على كشف مصيرهم، وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف، وإطلاق مسار للمصالحة الداخلية بمشاركة جميع مكونات المجتمع في السويداء.

الموقف الأردني

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي التزام بلاده بدعم عملية المصالحة التي تحدث عنها نظيره السوري، على أسس تحفظ أمن سوريا ووحدتها وسيادتها، وأمن جميع أبناء المنطقة في الجنوب السوري. وجدد الصفدي رفض بلاده لأي تدخل خارجي في الشأن السوري، خاصة في الجنوب، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً للأمن الأردني. كما جدد رفض عمّان للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، واصفاً إياها بأنها محاولات "فتنوية" لزعزعة الأمن والاستقرار.

أهمية الاتفاق

يمثل الاتفاق خطوة مهمة نحو إعادة الاستقرار إلى السويداء، ويحمل رسائل تتعلق بوحدة سوريا ورفض أي مشاريع للتقسيم، ويعزز الدور الأردني الأمريكي في دعم جهود التهدئة. كما يفتح الباب أمام معالجة شاملة تتضمن المساءلة والعدالة الانتقالية، وإعادة الخدمات والنازحين، وإطلاق مسار مصالحة محلية، مما قد يسهم في إعادة بناء الثقة بين الدولة وأهالي المحافظة.

اتفاق يصب في صلب الاستراتيجيتين الدولية والسورية

أوضح المحلل السياسي حمد شهاب الطلاع أن الاتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية والأردن وسوريا بشأن الوضع في السويداء يصب في صلب الاستراتيجيتين الدولية والسورية للعهد الجديد، ويهدف إلى استعادة عمل المؤسسات في المحافظة بقيادة أبنائها الوطنيين غير المرتبطين بالخارج، بحيث تكون هذه المؤسسات جزءاً من إدارة الدولة بشكل عام. وأشار إلى أن الاتفاق يستند إلى استعادة الدولة السورية لعافيتها، وتوحيد أراضيها ومجتمعها، وإشراك جميع فئات المجتمع في إدارة مؤسساتها.

امتداد لمباحثات سابقة

يُعد هذا الاجتماع امتداداً لمباحثات عمّان التي أُجريت في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين، والتي ركزت على تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، ووضع أسس عملية لمعالجة الأوضاع السياسية والإنسانية هناك.

مشاركة المقال: