الجمعة, 7 نوفمبر 2025 07:55 PM

منذر الأسعد: قمة بيليم ورفع العقوبات يمثلان بداية حقبة جديدة للدبلوماسية السورية

منذر الأسعد: قمة بيليم ورفع العقوبات يمثلان بداية حقبة جديدة للدبلوماسية السورية

يرى الكاتب والباحث الإعلامي منذر الأسعد أن قرار مجلس الأمن الأخير برفع العقوبات عن الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، يمثل نقطة تحول هامة في مسيرة التطورات التي تشهدها سوريا على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وفي تصريح لـ"الوطن"، أوضح الأسعد أن القرار، الذي حظي بتأييد 14 دولة مع امتناع الصين، يعكس بوضوح تحولاً في نظرة المجتمع الدولي إلى دمشق، حيث بات ينظر إليها كفاعل محوري قادر على المساهمة في معالجة التحديات الإقليمية والدولية، بدلاً من اعتبارها دولة معزولة كما حاولت بعض القوى تصويرها لعقود.

واعتبر الأسعد القرار خطوة إيجابية ومقدمة لمرحلة جديدة من الحوار والتفاهم، كما وصفه الرئيس الشرع في مقابلته مع "الشرق الأوسط"، خاصة مع استعداد الرئيس الشرع لزيارة الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.

وأكد الباحث الإعلامي أن هذا التصريح يعكس التحولات العميقة في السياسة السورية الجديدة، التي تقوم على مبدأ الانفتاح المتوازن والندية في العلاقات الدولية، بعيداً عن الاستقطابات القديمة التي اتبعتها الأنظمة السابقة.

وأشار الأسعد إلى أن أهمية القرار تتجاوز البعد الشخصي أو الرمزي لرفع العقوبات، لتؤكد عودة سوريا إلى الساحة الدولية كلاعب موثوق في ملفات البيئة والطاقة والأمن الإقليمي. وأوضح أن مقابلة الرئيس الشرع تزامنت مع مشاركته في قمة المناخ "كوب 30" في مدينة بيليم البرازيلية، حيث عكست كلمته رؤية سوريا الجديدة التي تجمع بين الواقعية السياسية والمسؤولية العالمية في القضايا المشتركة.

كما أوضح الأسعد أن الرئيس الشرع أكد في القمة التزام سوريا بمواجهة التغير المناخي، وضرورة أن يكون الحل بيئياً وتنموياً في آن واحد، مما يعكس وعياً دبلوماسياً متقدماً لطبيعة الدور الذي يمكن أن تؤديه دمشق في محيطها وخارجه، لافتاً إلى أن الدبلوماسية السورية صاغت توازنات جديدة وأكدت أن سوريا باتت لاعباً مؤثراً على الخريطة الإقليمية والدولية.

وأشار الأسعد إلى أن سوريا الجديدة تسعى لإقامة علاقات دولية متوازنة بين الشرق والغرب، على الرغم من امتناع الصين عن التصويت في مجلس الأمن لصالح القرار الأمريكي، بسبب مخاوف أمنية.

وختم الكاتب بأن الرئيس الشرع أراد من خلال تصريحاته في المقابلة وكلمته في القمة، توجيه رسالة واضحة للعالم مفادها أن سوريا تدخل مرحلة جديدة من الشراكة والانفتاح، وأنها لم تعد موضوعاً للنقاش، بل طرفاً فاعلاً في صياغة السياسات، وأن قرار مجلس الأمن يمثل بداية مرحلة تتطلب الكثير من العمل لترسيخ حضور سوريا في النظام الدولي الجديد.

الوطن الوسوم

مشاركة المقال: