الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 07:29 PM

دعم عربي ودولي لخريطة طريق جديدة نحو استقرار سوريا: نظرة على مستقبل السويداء والجنوب

دعم عربي ودولي لخريطة طريق جديدة نحو استقرار سوريا: نظرة على مستقبل السويداء والجنوب

حظي إعلان الحكومة السورية، أمس، عن اعتماد خريطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء واستقرار الجنوب بدعم عربي وعالمي واسع، مما يحمل رسالة واضحة بأبعاد إقليمية وعالمية حول أهمية سوريا كمحور استراتيجي لابد من تثبيت استقراره وضمان وحدة أراضيها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وتعبر خريطة الطريق المعلنة عن توافق مهم حول ضرورة إعادة دمج السويداء ضمن النسيج الوطني السوري على أسس دستورية وقانونية، بما يعزز المساواة بين جميع المواطنين السوريين، ويؤسس لانطلاقة نحو إعادة بناء المؤسسات وترسيخ حكم القانون، وبالتالي تمهيد الطريق لإعادة الإعمار والتنمية الشاملة.

ويحمل الدعم العربي الذي عبرت عنه دول مثل السعودية والكويت وقطر والبحرين، وكذلك ترحيب الجامعة العربية وتركيا، دلالات بالغة الأهمية، حيث يؤكد اعترافاً ضمنياً بحتمية الحل السياسي والاستقرار في سوريا كركيزة لاستقرار المنطقة، مع احترام تطلعات شعبها إلى حياة كريمة وآمنة، كما يبرز رغبة صادقة في تجاوز الصراعات والأزمات التي عانت منها المحافظة على وجه الخصوص وجنوب سوريا بشكل عام.

ولا يقتصر هذا الدعم على الجانب السياسي فحسب، بل يتعداه إلى دعم عمليات إعادة الإعمار وتأمين المساعدات الإنسانية، وهو ما أكده بيان وزارة الخارجية السورية الذي أشار إلى التعاون بين دمشق وعمان وواشنطن لتنفيذ خطوات ملموسة تشمل بناء الثقة وإعادة الخدمات الأساسية، وتأمين المساعدات الطبية والإنسانية، ومحاسبة من ارتكبوا الانتهاكات، ودعم المصالحة الوطنية، وإطلاق سراح المحتجزين، كل ذلك في إطار احترام سيادة الدولة السورية.

وحسب محللين، فإن هذا التكامل في الجهود بين الفاعلين الإقليميين والدوليين يعكس تفهماً عميقاً لضرورة إرساء بيئة مستقرة وآمنة تمكن من إطلاق عملية الإعمار الشامل في سوريا، حيث تمثل خريطة الطريق لحل الأزمة في السويداء فرصة حقيقية للمجتمع السوري ليعيد تأسيس نفسه على قاعدة المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، بعد سنوات من النزاع والتشرذم، وتضع حداً للتدخلات الخارجية.

مشاركة المقال: