السبت, 13 سبتمبر 2025 05:49 AM

المرحلة الثانية من حملة مكافحة التسول في حلب: توسيع النطاق وجهود متزايدة

المرحلة الثانية من حملة مكافحة التسول في حلب: توسيع النطاق وجهود متزايدة

توسعت حملة مكافحة التسول في مدينة حلب لتشمل أحياء جديدة، وذلك بعد نجاح المرحلة الأولى التي استهدفت عددًا من الساحات والشوارع الرئيسية. وكانت محافظة حلب قد أعلنت في الثامن من أيلول الحالي، عبر صفحتها على “فيسبوك”، عن بدء المرحلة الثانية من هذه الحملة.

وذكرت المحافظة أن هذه المرحلة تشمل أحياء جديدة، بعد أن اقتصرت المرحلة الأولى على الساحات والشوارع الرئيسية في المدينة. وخلال جولة ميدانية، رصدت عنب بلدي انخفاضًا في عدد المتسولين في دوار العمارة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل انطلاق الحملة. ومع ذلك، استمر وجود بعض المتسولين في مواقع محددة مثل ساحة الجامعة ومحيط قلعة حلب وحي السريان.

توعية مجتمعية وبحث علمي

أوضح المنسق في لجنة التسول ومدير مركز مكافحة التسول في حلب، محمد عثمان، أن عدد المتسولين الذين تم التعامل معهم خلال المرحلة الأولى من الحملة بلغ 133 شخصًا من رجال ونساء وأطفال. وأشار عثمان إلى أن المركز الحالي هو مركز مؤقت وإسعافي، وذلك ريثما يتم تجهيز المركز الدائم.

تعتمد الحملة على إنشاء مراكز مؤقتة لاستقبال المتسولين، أحدها بجانب القصر البلدي في وسط مدينة حلب، في انتظار تجهيز المركز الأساسي الذي ما زال قيد الدراسة. وشملت الخدمات المقدمة الإسعاف النفسي الأولي، والدعم النفسي الاجتماعي، والخدمات الطبية، بالإضافة إلى أنشطة للأطفال، وجلسات توعية، وإدارة الحالة، والخدمة القانونية (مثل استصدار إخراج قيد عند الحاجة)، ولم شمل الأفراد المنفصلين عن أسرهم.

وأضاف أن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل تتابع ملفات الأشخاص الذين دخلوا المركز لضمان عدم عودتهم إلى الشارع. وأشار إلى أن المرحلة الثانية من الحملة تستهدف التخفيف من الظاهرة عبر التوعية المجتمعية، والبحث العلمي بالتعاون مع جامعة حلب، واستهداف مناطق أوسع، إلى جانب ملاحقة من يشغلون المتسولين أو يتعاطون معهم.

وعن الإجراءات الميدانية الجديدة، قال عثمان، إنها تتضمن زيارات ميدانية من فرق مختصة بالشأن الإنساني، ودراسة قضائية لإقرار الإجراء القانوني المناسب لكل حالة، بالإضافة إلى رصد الواقع التعليمي للأطفال وإمكانية إعادة المتسربين منهم إلى مدارسهم.

توسيع نطاق الحملة

شملت المرحلة الأولى من الحملة مناطق مثل السبيل، جامع الرحمن، الجامعة، دوار الشرطة، دوار العمارة، دوار الصخرة، دوار الكرة، القصر البلدي، ساحة سعد الله الجابري، والحديقة العامة. أما المرحلة الثانية فامتدت لتطال أحياء العزيزية، السلمانية، الشعار، الصاخور، الميدان، الصالحين، الفردوس، صلاح الدين، الأنصاري، وسيف الدولة.

وخلال الحملة، تم نقل عدد من المتسولين من مختلف الأعمار إلى مركز مكافحة التسول، لمتابعة أوضاعهم ضمن برامج الرعاية والتأهيل. وبحسب المحافظة، فإن الإجراء يأتي في إطار خطة تهدف للحد من الظاهرة ومعالجتها بطرق اجتماعية وإنسانية.

ذكر رئيس اللجنة المكلفة بالحملة، عبد الرحمن ددم، سابقًا لعنب بلدي أن الحملة تعتمد أيضًا على إنشاء مراكز مؤقتة لاستقبال المتسولين. وأكد ددم تقديم خدمات اجتماعية وقانونية لهم، بالتعاون بين الجهات الحكومية المختلفة وفرق متخصصة.

وتهدف الحملة إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأحياء والشرائح الاجتماعية، مع التركيز على تقديم خدمات شاملة تجمع بين الجانب الإنساني والقانوني، بعيدًا عن الاقتصار على الإجراءات الأمنية فقط، بما يضمن معالجة الظاهرة بشكل مستدام. وتقوم حملة مكافحة التسول في حلب على خطة متكاملة تشمل جمع بيانات دقيقة عن المتسولين، وفقًا لددم، مع التنويه إلى فصل من يتسول لحاجة حقيقية عمن يستغل التسول، وتقديم برامج تأهيلية للأطفال والبالغين تشمل الرعاية النفسية والتعليمية.

مشاركة المقال: