الإثنين, 3 نوفمبر 2025 08:08 PM

فرنسا على صفيح ساخن: مظاهرات وأعمال عنف تعمّ البلاد وحريق يلتهم مطعماً في باريس

فرنسا على صفيح ساخن: مظاهرات وأعمال عنف تعمّ البلاد وحريق يلتهم مطعماً في باريس

عاشت فرنسا، الأربعاء، يوماً عصيباً تجسدت فيه أزمات متعددة. فبالإضافة إلى الأزمة السياسية المتمثلة باستقالة حكومة فرنسوا بايرو وتعيين سيباستيان لوكورنو وزيراً للدفاع لتشكيل حكومة جديدة، شهدت البلاد موجة من المظاهرات والإضرابات وأعمال الشغب، خاصةً مع الدعوة ليوم «لنشل كل شيء» التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحظيت بدعم سياسي من اليسار المتشدد المتمثل بـ«فرنسا الأبية». وقد شارك جان لوك ميلونشون، زعيم الحزب، في التجمع الذي أقيم في ساحة «لا ريبوبليك» بقلب باريس. وقبل بدء الحراك، أعلن وزير الداخلية، برونو روتايو، عن تعبئة 80 ألف شرطي ودركي لتأمين التجمعات والمظاهرات ومنع أعمال العنف في جميع أنحاء فرنسا.

اندلع حريق في مطعم كوري في حي «لي هال» بوسط باريس، وامتد إلى الشقق السكنية الواقعة أعلاه (أ.ف.ب).

شهدت باريس تجمعات ومسيرات ضمت عشرات الآلاف احتجاجاً على سياسات التقشف الحكومية وغياب المساواة وصعوبة الأوضاع المعيشية، وامتدت المظاهرات إلى مدن أخرى مثل ليون ونانت ورين وروان. وبحلول منتصف النهار، ألقت وزارة الداخلية القبض على 300 شخص، بينهم 200 في باريس، حيث تم توقيف نصفهم وفقاً للمدعية العامة في العاصمة لور بيكو. وأمر الادعاء العام بفتح تحقيق قضائي في حريق اندلع في مطعم بحي «لي هال» وامتد إلى الشقق السكنية.

وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو الذي عينه ماكرون رئيساً جديداً للوزراء (إ.ب.أ).

تم تسجيل 271 تجمعاً في أنحاء البلاد، وشملت الاعتقالات مجموعة كانت تخطط لـ«ارتكاب أعمال عنف» و«إعاقة السير». وفي باريس، حاول المتظاهرون إغلاق الطريق الدائري ومداخل العاصمة، كما حاول نحو ألف شخص اقتحام «محطة الشمال» للقطارات، الأكبر في أوروبا، لكن الشرطة منعتهم. وتضرر عدد من المعالم الأثرية مثل «قصر فرساي» و«قوس النصر» ومتحف اللوفر ومتحف بيكاسو وقصر – قلعة فانسان والأرشيف الوطني. كما تأثرت حركة القطارات والمترو في باريس، وأُغلقت محطة «شاتليه» والمركز التجاري الضخم الواقع فوقها.

جان لوك ميلونشون زعيم حزب «فرنسا الأبية» اليساري المتشدد يشارك في مظاهرة باريس وإلى جانبه إريك كوريل النائب عن الحزب المذكور ورئيس اللجنة المالية في البرلمان الفرنسي (أ.ف.ب).

شهدت مناطق أخرى في فرنسا أحداثاً مماثلة، ففي منطقة رون آلب ومدينة كليرمون فيران، حاول متظاهرون إقامة «منطقة محتلة مؤقتاً» بالقرب من مصانع ميشلان، لكن قوات الأمن منعتهم، وأصيب ثلاثة من أفرادها في اشتباكات. وفي ليون ومنطقة «بروتاني»، قُطعت الطرق وأُحرقت حافلة ركاب. كما شهدت مدن نانت وستراسبوغ وبوردو مظاهرات مماثلة.

حريق في مطعم في حي «لي هال» الواقع في قلب باريس في إطار أعمال العنف التي شهدتها العاصمة الفرنسية الأربعاء بمناسبة حراك «شل العمل» في فرنسا (أ.ب).

شارك مزارعون بجراراتهم في قطع الطريق السريع رقم 20. وشمل الحراك أيضاً منطقة النورماندي والشاطئ المتوسطي. ورغم ذلك، كانت التعبئة، الأربعاء، متواضعة نسبياً، وينتظر الفرنسيون ما سيحدث في 18 من الشهر الجاري، حيث دعت النقابات الرئيسية إلى إضرابات ومظاهرات واسعة.

مشاركة المقال: