الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 10:11 PM

اتفاقية أمنية: تركيا تبدأ تدريب الجيش السوري الجديد وتنسحب من شمال حلب

اتفاقية أمنية: تركيا تبدأ تدريب الجيش السوري الجديد وتنسحب من شمال حلب

بدأت تركيا بتدريب قوات سورية بموجب اتفاقية أمنية وُقعت بين البلدين في آب الماضي، وفقًا لمصادر مطلعة لموقع "ميدل إيست آي". يشمل التدريب حوالي 300 سوري، معظمهم جنود وبعض ضباط الشرطة، في قاعدتين بوسط وشرق تركيا. وتخطط أنقرة لتدريب حوالي 5000 جندي وشرطي سوري على المدى القصير، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 20 ألفًا على المدى المتوسط والطويل.

في الوقت نفسه، بدأت قوات الأمن التركية بالانسحاب من شمال حلب، حيث تمركزت لمدة ثماني سنوات تقريبًا، كجزء من "فرقة العمل السورية" التي ساعدت في تأمين المناطق التي تم الاستيلاء عليها من "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) والقوات الكردية. وبحسب المصادر، بدأت "فرقة العمل"، المؤلفة من وحدات "الدرك" التابعة لوزارة الداخلية، بإخلاء القواعد ونقل المعدات والإمدادات إلى مقاطعات "هاتاي" و "غازي عنتاب" و "كلس" الجنوبية. وذكرت المصادر أنه جرى إخلاء القواعد في المدن الحدودية السورية مثل أعزاز وجرابلس وتسليمها لقوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة. كما أُعيد نشر الأفراد والمعدات العسكرية التي سُحبت من حلب مؤقتًا داخل تركيا.

ونقل الموقع عن متحدث باسم الحكومة السورية قوله إنهم لم يكونوا على علم بهذا التدريب. وقد طلب "ميدل إيست آي" التعليق من وزارة الدفاع التركية. وكانت وزارة الدفاع التركية قد ذكرت في آب الماضي أن الاتفاقية الثنائية ستدعم دمشق في التدريب والتعاون العسكري، بما في ذلك الاستشارات وشراء المعدات.

يُنظر إلى الاتفاقية مع تركيا على أنها خطوة أولى نحو إعادة هيكلة القوات المسلحة السورية، ونقل الخبرات وتوريد المعدات لمساعدة دمشق في بناء جيش حديث قادر على الاستجابة للتهديدات الداخلية والخارجية. وفي تموز الماضي، طلبت سوريا رسميًا المساعدة العسكرية التركية بعد أن استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية دمشق والسويداء. كما ناقشت أنقرة ودمشق اتفاقية دفاع أوسع نطاقًا قد تشمل نشر قوات تركية في ثلاث قواعد سورية رئيسية على الأقل. ومع ذلك، فإن اتفاقية التدريب والاستشارات الموقعة حديثًا لا توفر حتى الآن إطارًا لمثل هذه الانتشارات.

ولا تزال المخاوف بشأن وقوع اشتباك عرضي بين تركيا وإسرائيل في سوريا قائمة، على الرغم من وجود آلية لتجنب التضارب. وضربت طائرات إسرائيلية أهدافًا في اللاذقية وحمص مساء الاثنين، 8 من أيلول الحالي، بما في ذلك مستودعات ذخيرة عسكرية ومدرسة للدفاع الجوي. وعقب الضربات، صرّح مصدر أمني إسرائيلي لقناة "العربية" السعودية، أن الغارة استهدفت مستودعات لتخزين صواريخ وأنظمة دفاع جوي تركية الصنع تم نقلها مؤخرًا إلى حمص. وبحسب المصدر الإسرائيلي، تحاول تركيا مضايقة إسرائيل وجرها إلى مواجهة عسكرية "لا تخشاها، لكنها لا تريدها"، مضيفًا أن إسرائيل تتفاوض مع القادة السوريين بشأن الترتيبات الأمنية لكنها لن تتردد في استخدام القوة إذا لزم الأمر.

وأكّد المصدر أن إسرائيل تُصرّ على نزع السلاح من جنوب سوريا، وستضرب أي تهديد مُتصوّر لأمنها، بغض النظر عن مصدره أو موقعه. والتقى قائد القوى الجوية في الجيش السوري العميد عاصم هواري، برئيس أركان الجيش التركي الفريق سلجوق بيرقدار أوغلو، وبقائد القوات الجوية التركية الفريق ضياء جمال قاضي أوغلو، في العاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء 9 من أيلول، بعد دعوة رسمية من قيادة القوات الجوية التركية، إذ جرى بحث عدد من الملفات والمواضيع المشتركة.

مشاركة المقال: