الخميس, 4 سبتمبر 2025 05:04 AM

«ابنة ليليت» لأحمد السماري: إضافة نوعية للمشهد الروائي العربي واستكشاف جريء لقضايا الوجود

«ابنة ليليت» لأحمد السماري: إضافة نوعية للمشهد الروائي العربي واستكشاف جريء لقضايا الوجود

يواصل الروائي أحمد السماري إثراء المشهد الروائي السعودي بروايته الجديدة «ابنة ليليت»، والتي تعتبر العمل الثالث له بعد روايتي «الصريم» و«قنطرة». يرسخ السماري مكانته كروائي متميز في عالم الرواية السعودية والخليجية والعربية، من خلال تناوله الجريء لموضوعات جديدة وغير مألوفة.

تستند الرواية إلى أسطورة «ليليت» التي ترفض المساواة بآدم، وتنقسم إلى أربعة فصول تدور أحداثها في الرياض (1980 و2011)، ونيويورك، ولوس أنجلوس. وتعتمد على أربعة أصوات رئيسية هي: جواهر، ميلا، الحاج متولي، والراوي، الذين يقدمون الأحداث من وجهات نظر مختلفة.

يستخدم الروائي ضمير المتكلم والمخاطب لخلق تشويق وجذب القارئ، كما ينجح في إبراز شخصيات أخرى مثل الأب السعودي، الأم الهندية، الإخوة أبو خليفة وعبد الرزاق، الزوج كاستيلو، الجدة روزا، العمة سيلينا، الجارة اللبنانية سعاد، والزملاء جو وإليزابيث، والضرتان سالم وسعد.

تطرح الرواية أسئلة وجودية وفلسفية حول الخير والشر، الحرية والقدر، والدور الإنساني. وتتمحور حول شخصية جواهر، الطبيبة التي تسافر إلى أمريكا للتخصص في أمراض القلب، وهناك تتزوج وتنجب ابنتها ميلا. وتمر جواهر بتحولات كبيرة بعد وفاة والدها، حيث تتمرد على أخيها أبو خليفة وتواجه صعوبات في البحث عن السعادة والانتماء.

تتميز الرواية بإيقاع معتدل ولغة سلسة، وتعتمد على تقنية الفلاش باك للكشف عن خلفيات الشخصيات. ويعتبر تعدد الأصوات الروائية من أبرز عناصر البناء الفني في الرواية، حيث ينجح الكاتب في تقديم عالم سردي متعدد الأبعاد.

يبرز دور الحاج متولي كصوت للإرث الثقافي والذاكرة الجمعية، بينما يتمكن السماري من توظيف صوت ميلا لنقل عالمها الداخلي المعقد. وتتعامل الرواية مع قضايا الاختلاف والغموض، وكيفية فهمنا للآخرين.

تنتهي الرواية بموت جواهر، وتكشف عن حوار بين ميلا وخالها عبد الرزاق حول أسباب وفاتها. وقد فازت الرواية بمسابقة تحويل الرواية السعودية إلى سيناريو سينمائي.

«ابنة ليليت» للروائي أحمد السماري، تقع في 155 صفحة، وهي من إصدار دار رامينا – لندن، الطبعة الثالثة 2025.

مشاركة المقال: