الخميس, 4 سبتمبر 2025 06:53 AM

أمين معلوف يتوج بجائزة الأدب باللغات الرومانسية ويؤكد: الإنسانية قادرة على تجاوز التحديات

أمين معلوف يتوج بجائزة الأدب باللغات الرومانسية ويؤكد: الإنسانية قادرة على تجاوز التحديات

حاز الكاتب اللبناني الفرنسي، وأمين الأكاديمية الفرنسية الدائم، أمين معلوف، على جائزة الأدب باللغات الرومانسية المرموقة، المقدمة من معرض غوادالاخارا الدولي للكتاب (FIL). وتعتبر هذه الجائزة من بين أرفع الجوائز الأدبية في العالم، حيث تُمنح للمؤلفين المتميزين الذين يبدعون بالإسبانية، الكاتالونية، الفرنسية، الإيطالية، الرومانية، أو البرتغالية.

أشادت لجنة التحكيم بأمين معلوف، واصفة إياه بأنه "أحد أبرز الأصوات الأدبية في عصرنا". وأشارت اللجنة إلى أن أعماله الأدبية تستكشف التصدعات والتمازجات التي يشهدها العالم المعاصر، مع رفضه الشديد للنزعات القومية والتعصب الديني.

وقد استقبل أمين معلوف الجائزة بدعوة إلى التآزر ونبذ التطرف، معتبراً أننا نعيش في زمن يثير القلق والرعب أحياناً، ولكنه في الوقت نفسه زمن آسر. وأكد على ضرورة إقناع أنفسنا بقدرتنا على إيجاد القوة الداخلية اللازمة للبقاء، مشيراً إلى أن الإنسانية ستتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

من جانبها، اعتبرت كارمن أليماني، من الأكاديمية الإسبانية، أن اللجنة أخذت في الاعتبار هذا العام الطابع الفكري التحليلي لأعمال معلوف، التي تفضح المعاناة والتعسف، وتمتلك قدرة شبه نبوية على التحذير من انحراف البشرية عن مسارها. وأضافت أن معلوف يمثل صوتاً ضرورياً لفهم ما يحدث لنا اليوم، حيث كان دائماً ما يحدثنا عن الإصرار على التمسك بالقوميات والأديان، ويكتب عن المقتلعين من جذورهم، والفقراء والبائسين الذين غالباً ما ننساهم.

تم الإعلان عن الجائزة، التي تبلغ قيمتها 150 ألف دولار، في مدينة غوادالاخارا، التي تستضيف أهم معرض للكتاب في أمريكا اللاتينية، وثاني أكبر معرض من نوعه في العالم. وقد أقيم احتفال رسمي حضره مسؤولون محليون وأعضاء إدارة المعرض وأكاديميون وصحافيون.

وفي حديث لصحيفة "إل باييس" الإسبانية، أعرب معلوف، عبر اتصال بالفيديو، عن قلقه من أن التطرف قد يقود مجتمعاتنا إلى الغرق، قائلاً إن هذه المرحلة هي الأخطر في تاريخ الإنسانية منذ بداياتها. ورأى صاحب "ليون الأفريقي" أن التقدم الذي أحرزته البشرية سمح لها بالتطور في مجالات عديدة، لكن ما لم يتقدم بما فيه الكفاية، بل تراجع أحياناً، هو ذهنيتنا. ومن هنا، تبرز أهمية الأدب بالنسبة إليه بوصفه علاجاً لمداواة زمن يطغى عليه سوء التفاهم بين الثقافات.

ورغم إقراره بأهمية الهوية، شدد معلوف على أن الهوية التي يجب أن نحترمها هي هوية الإنسان ذاته. وأضاف أننا ننتمي إلى ثقافة أوسع، هي الثقافة الإنسانية، وأنه لا يحق لأي حضارة أن تتعالى على أخرى.

وسيتم تسليم الجائزة لأمين معلوف في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل خلال افتتاح الدورة الجديدة من المعرض السنوي الذي يقام في عاصمة ولاية خاليسكو في غربي المكسيك. ويعد هذا المعرض من أبرز المحافل الأدبية في القارة اللاتينية. وكانت الجائزة قد منحت العام الماضي بالإجماع للكاتب الموزمبيقي ميا كوتو، ليصبح أول كاتب أفريقي يتوج بها.

أخبار سوريا الوطن-وكالات-النهار

مشاركة المقال: