الإثنين, 1 سبتمبر 2025 03:05 AM

بهجة وأمل: ليالي معرض دمشق الدولي تضيء العاصمة وتنعش الذاكرة

بهجة وأمل: ليالي معرض دمشق الدولي تضيء العاصمة وتنعش الذاكرة

دمشق-سانا: مع إغلاق أجنحة معرض دمشق الدولي في دورته الـ 62 أبوابها عند منتصف الليل، وانطفاء شاشات العروض التجارية، يبدأ فصل آخر من الحكاية. فمدينة المعارض لا تعرف النوم في هذه الليالي الاستثنائية، وبنبض القلوب التي أتت إلى أرضها حاملة الأمل بمستقبل مشرق لسوريا، يتحول المعرض من فعالية اقتصادية إلى واحة للفرح.

في الساحات الفسيحة وتحت قباب المسارح المفتوحة، تعزف الفرق الموسيقية ألحاناً تلامس الوجدان، وأغانٍ سورية وعربية تحيي تراثاً عريقاً، وتنسج من الحنين خيوطاً تربط الحاضر بالماضي. جمهور من جميع الأعمار يستمع، يصفق، ويردد ما تختزنه الذاكرة، وكأن دمشق نفسها تستعيد صوتها.

يحيى أحمد، أحد الزوار، صرح لـ سانا: "نأتي إلى المعرض مساءً لنستعيد شيئاً من الحياة... لنتأكد أننا ما زلنا قادرين على الأمل والفرح".

مشهد وطني جامع

ما يميز ليالي المعرض ليس فقط المعروضات في الأجنحة، بل الحضور المتنوع من العائلات القادمة من مختلف المحافظات، اللهجات المختلفة، الشباب بحيويتهم وطاقتهم، الأطفال بضحكاتهم ومرحهم، والشيوخ بهدوئهم الذي يتطلع إلى غد أفضل... الجميع يشكلون لوحة واحدة عنوانها سوريا.

الفن في كل الزوايا

الفن في ليالي المعرض لا يقتصر على المسارح، بل ينتشر في كل مكان. عروض مسرحية في الهواء الطلق، فرق رقص شعبي تجوب الممرات بأزيائها التراثية ودبكاتها الإيقاعية، ورش رسم حي يتفاعل معها الزوار مباشرة، وتتيح للأطفال والكبار تجربة الفنون بأنفسهم... الجميع هنا ليسوا مجرد متفرجين، بل جزء من المشهد.

ولا تقتصر أهمية هذه الليالي على الترفيه، بل تمثل، كما يصفها الشاب عمر محمد، "مساحة للتنفس، ومتنفساً حقيقياً لما اختنق فينا". فيما ترى الباحثة الاجتماعية رانيا يوسف أنها ترمم جزءاً من ذاكرتنا الجمعية، وتعيد ربط الناس بالجمال الذي تمثله دمشق، وخاصة الأطفال والشباب الذين لم يعرفوا معرض دمشق لغيابه الطويل في ظل الظروف القاسية التي مرت بها البلاد.

لحظات بعدسة سانا:

  • طفل يرقص بعفوية على أنغام دبكة تراثية.
  • فنان يلون وجه طفل صغير بفرشاة فرح.
  • جمهور يغني أغنية قديمة ويصفق بحرارة لفنان أعاد لهم ذكرى زمن أجمل.
  • أضواء وزينة تلون ليل دمشق، وكأنها نجوم هبطت لتضيء الأرض.

السوريون يجمعون على أن ليالي معرض دمشق الدولي التي ينتظرونها ويريدونها أن تتكرر كل عام ليست مجرد فعاليات، ففيها يسمع العالم صوت العاصمة تقول: "أنا دمشق لا أموت.. كلما غابت شمس أضاءني الفرح من جديد.

مشاركة المقال: