يشكو سكان قرية الحج العلي، الواقعة شمال مدينة الرقة، من تدهور بيئي وصحي خطير نتيجة لتراكم النفايات بالقرب من الطريق المؤدي إلى القرية. وقد عبر الأهالي عن استيائهم الشديد من الروائح الكريهة التي تنبعث يوميًا خلال فصل الصيف، نتيجة قيام البلدية برمي القمامة في أماكن غير مخصصة على طول الطريق، مما تسبب في معاناة مستمرة لهم.
يقول محمد الإسماعيل، البالغ من العمر 32 عامًا، وهو أحد سكان القرية، في تصريح خاص لسوريا 24: "عندما تبدأ رائحة القمامة بالانتشار في الجو، يصبح من الصعب علينا فتح النوافذ أو الخروج من المنزل، خاصة في الأيام الحارة، بالإضافة إلى وجود الكلاب الضالة في تلك المكبات". وأضاف أن المشكلة لا تقتصر على الإزعاج، بل تتسبب في أضرار صحية كبيرة، حيث يعاني بعض الأطفال وكبار السن من مشاكل تنفسية وحساسية بسبب هذه الروائح.
تشتهر قرية الحج العلي بأجوائها الريفية الهادئة وقربها من الطرق الرئيسية، إلا أن انتشار القمامة على جوانب الطريق قد أفسد هذه الصورة، وجعل السكان يشعرون بالإهمال. ويقول محمد العلي، البالغ من العمر 47 عامًا: "يقع المكب على الطريق الرئيسي الذي يسلكه أبناؤنا للوصول إلى المدارس، مما يجعله خطرًا حقيقيًا بسبب وجود الكلاب الضالة والحشرات المنتشرة هناك".
وفقًا لمعلومات حصلنا عليها، تستخدم البلدية جانب الطريق للتخلص من النفايات بشكل دوري بسبب عدم وجود مكب نفايات معتمد بالقرب من القرية، مما يجعل عمليات جمع والتخلص من القمامة غير منظمة وتفتقر إلى الشروط الصحية والبيئية. كما أن انتشار رائحة العفن والمخلفات يشجع على وجود القوارض والحشرات التي تزيد من معاناة الأهالي.
تؤكد مصادر محلية أن سكان القرية قد أبلغوا الجهات المختصة مرارًا وتكرارًا عن هذه المشكلة، إلا أن الحلول لا تزال غير واضحة أو محدودة. وأكد مصطفى المصطفى: "نحن بحاجة إلى تدخل عاجل من البلدية أو الجهات المختصة، فليس من المعقول أن تكون جوانب الطرقات مكبات للنفايات".
يبقى أمل سكان قرية الحج العلي معلقًا على استجابة الجهات المعنية لنداءاتهم، مع الحفاظ على سلامة بيئتهم وصحتهم، لكي تعود قريتهم إلى سابق عهدها كمكان هادئ ونظيف يستحق العيش فيه.