نيويورك-سانا: حذرت الأمم المتحدة من أن استخدام الاحتلال الإسرائيلي للتجويع كسلاح في الحرب على قطاع غزة يعتبر محظوراً بموجب القانون الدولي الإنساني.
جاء هذا التحذير خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، اليوم، لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية. وقد دعت الدول الأعضاء في المجلس، باستثناء الولايات المتحدة، في بيان مشترك، إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار، بالإضافة إلى تدفق كبير للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة.
أعرب الأعضاء عن قلقهم البالغ وصدمتهم إزاء بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بشأن غزة، والتي نُشرت يوم الجمعة الماضي، والتي تؤكد بشكل واضح وصريح وقوع مجاعة في غزة.
وقال الأعضاء: "لقد أقلقنا التقرير الذي يفيد بأن المجاعة يُتوقع أن تمتد إلى مدينتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية أيلول، وفي الوقت نفسه يواجه ما يقارب مليوناً ونصف المليون شخص في مختلف أنحاء قطاع غزة مستويات طارئة وأزمة من انعدام الأمن الغذائي، ومن المتوقع أن يعاني ما لا يقل عن 132 ألف طفل من سوء تغذية حاد حتى حزيران 2026".
وشددوا على أنه يجب على "إسرائيل" أن ترفع فوراً ودون شروط جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات، بما في ذلك فتح جميع المعابر البرية، والسماح للأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين بالعمل بأمان وعلى نطاق واسع.
كما دعوا "إسرائيل" إلى التراجع الفوري عن قرارها احتلال مدينة غزة، معتبرين أن ذلك سيؤدي حتماً إلى تفاقم الوضع الإنساني، وتعريض حياة المدنيين للخطر.
من جهته، قال نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، رامز الأكبروف، في كلمة له خلال الجلسة: "إن غزة، بعد 22 شهراً من الحرب، تغرق بشكل أكبر في وضع كارثي، مع تزايد أعداد الضحايا المدنيين، والنزوح الجماعي، والآن: المجاعة".
وأشار الأكبروف إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف خيام النازحين، والمدارس، والمستشفيات، والمباني السكنية في أنحاء غزة، ويواصل استهداف الصحفيين، لافتاً إلى مقتل أكثر من 240 صحفياً.
وعبر الأكبروف عن ذهوله من نطاق الدمار والمعاناة خلال زيارته الأخيرة إلى غزة، وقال: "إنه قابل عاملين في المجال الإنساني يخاطرون بحياتهم لتوصيل المساعدات، بينما هم أنفسهم يعيشون في ظروف لا تُطاق".
وأضاف: "إن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون بلا هوادة لمساعدة السكان في غزة، ولكن المخاطر الأمنية عالية للغاية، وتدابير التكيف الحالية غير كافية على الإطلاق".
من جهتها، قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جويس مسويا: "إن أكثر من نصف مليون شخص يواجهون حالياً الجوع الشديد، والعوز، والموت في غزة، وقد يزيد العدد بنهاية شهر أيلول على 640 ألفاً"، مبينة أن نحو مليون شخص يواجهون المرحلة الرابعة الطارئة من تصنيف مراحل الأمن الغذائي، وأن أكثر من 390 ألفاً في المرحلة الثالثة، ولا يوجد أحد في غزة تقريباً لم يتأثر بالجوع.
وتابعت: "على الأقل، هناك 132 ألف طفل تحت سن الخامسة من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد بين الآن وحتى منتصف العام المقبل، وأن عدد من يهددهم الموت، من بين هؤلاء الأطفال، زاد بثلاثة أضعاف ليصل إلى أكثر من 43 ألفاً، أما العدد بالنسبة للحوامل والمرضعات، فيُتوقع أن يزداد من 17 ألفاً إلى 55 ألفاً".
ويشن الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل، والتجويع، والتدمير، والتهجير القسري، متجاهلاً أوامر محكمة العدل الدولية بوقفها، وجميع القرارات الأممية، والمناشدات الدولية لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.