أدانت حركة حماس الدعوات المتطرفة التي أطلقتها مجموعات إسرائيلية لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى في القدس المحتلة، معتبرة ذلك "تصعيدًا خطيرًا" يندرج في إطار ما وصفته بـ "حرب إسرائيل الدينية المتصاعدة بحق الأرض والمقدسات". وحذرت الحركة من التداعيات المحتملة لهذه الاستفزازات.
أوضح هارون ناصر الدين، عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب شؤون القدس في حركة حماس، في بيان صحفي، أن "الدعوات التحريضية التي أطلقها المستوطنون لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع ما يسمى رأس الشهر العبري، تمثل تصعيدًا خطيرًا يستهدف مكانة الأقصى".
وشدد ناصر الدين على أن هذه الاقتحامات "تأتي ضمن حرب الاحتلال الدينية المتصاعدة بحق أرضنا ومقدساتنا"، مشيرًا إلى أن الاحتفاء بأول يوم من كل شهر عبري يعتبر "من الطقوس الدينية لدى بعض اليهود".
وجدد ناصر الدين رفض حماس القاطع لكل المحاولات والجماعات المتطرفة التي تسعى لفرض "وقائع جديدة في المسجد الأقصى"، مؤكدًا أن "هذه الاعتداءات تمثل انتهاكًا صارخًا لحرمة المقدسات الإسلامية، وتحديًا سافرًا لمشاعر المسلمين حول العالم".
وحذر من خطورة الوضع الراهن في مدينة القدس، ومن "التداعيات نتيجة هذه الممارسات الإرهابية والاقتحامات الاستفزازية".
ودعا ناصر الدين الفلسطينيين "إلى شدّ الرحال نحو المسجد الأقصى، وإعماره بالصلاة والاعتكاف والرباط الدائم فيه"، مطالبًا الأمة العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها تجاه المسجد.
وتجدر الإشارة إلى أن جماعات إسرائيلية متطرفة دأبت على المطالبة بتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى، وتكثف هذه الدعوات بالتزامن مع المناسبات الدينية اليهودية.
ويؤكد الفلسطينيون أن هذه الاقتحامات تأتي ضمن مساع إسرائيلية مكثفة لتهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية، متمسكين بها عاصمة لدولتهم المنشودة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال المدينة عام 1967، أو بضمها في 1980.
وتأتي الاقتحامات في وقت تشن فيه إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي خلّفت حتى الآن 62 ألفا و622 شهيدا، و157 ألفا و673 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 281 شخصا، بينهم 114 طفلا.