تعاني أسواق السيارات في مدينة منبج من ركود غير مسبوق، مما أثر سلبًا على مكاتب البيع والمعارض وورش الصيانة. بعد أن كانت منبج مركزًا رئيسيًا لتجارة السيارات وقطع الغيار في شمال وشرق سوريا لسنوات، يشهد القطاع تراجعًا ملحوظًا.
هذا التدهور دفع العديد من السكان والتجار إلى التوجه نحو أسواق مدن الشمال السوري، وعلى رأسها سرمدا وإدلب، حيث تتوفر السيارات بأسعار تنافسية وخيارات متنوعة.
من نشاط ملحوظ إلى ركود شبه كامل
إسماعيل محمد الأحمد المصطفى، وهو تاجر سيارات وصاحب مكتب في منبج، أوضح لـ"سوريا 24" أسباب هذا التراجع قائلاً: "في السنوات الماضية، كان يدخل السوق يوميًا ما بين 10 و15 سيارة، وكانت تُباع بسرعة. أما اليوم، فالوضع مختلف تمامًا، فقد تبقى السيارة شهرين أو أكثر دون أن تجد مشتريًا. على سبيل المثال، سيارة سانتافيه موديل 2007 كان سعرها يتجاوز 12 ألف دولار قبل سنوات، بينما لا يتعدى سعرها اليوم 7 آلاف دولار، نتيجة إقبال الأهالي على السيارات الحديثة التي تصل إلى أسواق سرمدا."
وأضاف أن غياب الرسوم الرسمية والجمركة على السيارات القادمة من الشمال السوري يمثل عامل جذب رئيسي، مما أفقد مكاتب منبج مكانتها التي كانت تلبي احتياجات معظم مناطق شمال وشرق سوريا، بما في ذلك الرقة والطبقة ودير الزور.
تأثير مباشر على ورشات الصيانة
لم يقتصر التراجع في حركة البيع على المكاتب والمعارض، بل امتد ليشمل ورش الميكانيك. أبو محمد، أحد الميكانيكيين المعروفين في المدينة، أكد لـ"سوريا 24" أن ورش الإصلاح لم تعد تشهد الإقبال السابق، قائلاً: "في السابق، كنت أصلح ما بين ثلاث وأربع محركات أسبوعيًا، وكانت ورشتي من الأكثر نشاطًا في منبج. اليوم، بالكاد نغطي تكاليف الإيجار. والسبب هو أن أسعار قطع التبديل في منبج ما تزال مرتفعة، بينما تتوفر في سرمدا بأسعار أقل بكثير، وهو ما يدفع الزبائن لإصلاح سياراتهم هناك."
فقدان منبج لدورها التجاري
منبج، التي كانت تعتبر وجهة رئيسية لتجارة السيارات وقطع الغيار لسكان المنطقة الشرقية، فقدت تدريجيًا هذا الدور. ويعزو السكان ذلك إلى إغلاق بعض الطرق، وتوقف حركة الزبائن من المناطق المجاورة، بالإضافة إلى الفارق الكبير في الأسعار بين منبج والأسواق الأخرى.
آمال بانتعاش محتمل
على الرغم من الركود الحالي، يأمل التجار والعاملون في هذا القطاع في عودة النشاط إذا تحسنت الظروف الاقتصادية وتم توحيد آليات التسعير والجمركة بين مختلف المناطق. ويرى البعض أن الموقع الجغرافي المهم لمنبج ومؤهلاتها التجارية يمكن أن يعيد تنشيط السوق مرة أخرى إذا توفرت بيئة اقتصادية أفضل.