الأحد, 10 أغسطس 2025 06:28 PM

بين معارضة داخلية وضغوط خارجية: إسرائيل تصادق على خطة تجنيد واسع النطاق لغزة وسط خلافات حادة

بين معارضة داخلية وضغوط خارجية: إسرائيل تصادق على خطة تجنيد واسع النطاق لغزة وسط خلافات حادة

أفادت القناة "13 الإسرائيلية" بأن الحكومة الإسرائيلية ستصادق اليوم الأحد على تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وذلك بعد مصادقتها في وقت سابق على خطة لاحتلال غزة. يأتي هذا في الوقت الذي يسابق فيه الوسطاء الزمن للتوصل إلى اتفاق جديد.

وذكرت القناة أن خطة توسيع العملية تتضمن استخدام نيران كثيفة وتنفيذ عمليات قضم لأحياء في مدينة غزة.

في المقابل، وجه كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي انتقادات حادة للعملية العسكرية المرتقبة في غزة. ونقلت القناة 12 عن ضباط كبار بالجيش أن الحرب عالقة وأصبحت مثل عربة تغوص في الرمل.

من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن جميع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفضوا خطة احتلال قطاع غزة خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني يوم أمس الجمعة. وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الخطة تواجه عدة تحديات.

وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماع المجلس الأمني استمر 10 ساعات، وشهد نقاشاً حاداً عبّر خلاله قادة الأجهزة الأمنية عن معارضتهم لاحتلال غزة بدرجات متفاوتة، مؤكدين وجود "خيارات أكثر ملاءمة" لتحقيق الأهداف نفسها.

ووصفت تقارير إسرائيلية خطة احتلال غزة بأنها "الفخ الإستراتيجي"، مؤكدة أنها ستنهك الجيش لسنوات، وتعرّض حياة الأسرى للخطر.

ووفقاً ليديعوت أحرونوت، قال رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي خلال اجتماع أمس إن الصور التي نُشرت مؤخراً لأسرى إسرائيليين تبدو عليهم آثار الهزال والمعاناة من الجوع لا تسمح له بدعم خطة "كل شيء أو لا شيء"، مضيفاً "لست على استعداد للتنازل عن فرصة إنقاذ ما لا يقل عن 10 أسرى... وقف إطلاق النار سيمكننا من محاولة التوصل إلى اتفاق بشأنهم".

من جانبها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نقص القوى العاملة من بين القيود الرئيسية التي تواجه إسرائيل للسيطرة على غزة. وأوضحت أن العميد المتقاعد أمير أفيفي يرى أن التقدم السريع سيتطلب عدة فرق عسكرية تضم عشرات آلاف الجنود، وهو ما دفعه لترجيح اختيار عملية أكثر تدرجا تقلل الضغط على القوى البشرية.

وأوضحت أن جنودَ احتياط في الجيش الإسرائيلي هددوا بعدم العودة للقتال في غزة إذا تم استدعاؤهم مرة أخرى، في ظل حالة إرهاق واستنزاف يشهدها جيش الاحتلال بسبب طول أمد الحرب.

وفي السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الولايات المتحدة والوسطاء يمارسون ضغوطاً على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات.

كما أفادت قناة "كان الإسرائيلية"، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن واشنطن والوسطاء يمارسون ضغطاً على حماس وإسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات الخاصة بوقف الحرب في قطاع غزة الذي يشهد عمليات إبادة وتجويع على يد تل أبيب منذ 22 شهراً.

وبدوره، نقل موقع "أكسيوس" أيضاً عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن الخطة الهجومية على غزة لن تنفذ على الفور، وإنه لم يحدد الجدول الزمني الدقيق لبدء العملية ما يترك مزيداً من الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي الكبير فإن نتنياهو تحدث بشكل غامض خلال اجتماع مجلس الوزراء، تاركاً الباب مواربا لوقف العملية، إذا استؤنفت المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى.

مشاركة المقال: