القدس المحتلة-سانا: لقي 20 فلسطينياً حتفهم وأصيب العشرات اليوم إثر حادث مأساوي، حيث انقلبت شاحنة محملة بالمساعدات فوق تجمع من المواطنين المحتاجين وسط قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن مصادر محلية أن الحادث وقع أثناء تجمع حشود كبيرة من المدنيين الذين يعانون من الجوع، سعياً للحصول على مساعدات إنسانية في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها القطاع نتيجة الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر.
وأشارت المصادر إلى أن انقلاب شاحنة المساعدات جاء بعد إجبار الاحتلال لها على سلوك طريق غير آمنة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أوضحت أمس أن 52 فلسطينياً استشهدوا وأصيب 352 آخرون خلال الـ 24 ساعة الماضية أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، مما رفع إجمالي عدد شهداء لقمة العيش الذين وصلوا إلى المستشفيات إلى 1.568 شهيداً وأكثر من 11.230 إصابة.
يأتي ذلك في أعقاب إعلان واشنطن عن إعداد نظام جديد لتقديم المساعدات للفلسطينيين في غزة عبر شركات خاصة في مطلع أيار الماضي، حيث بدأت “إسرائيل” في الـ 27 من الشهر نفسه تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما يُعرف بـ “مؤسسة غزة الإنسانية”، ويتم التوزيع في ظروف غير إنسانية، إذ يجبر الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين على جمع الصناديق التي تحتوي على المواد الغذائية ومستلزمات النظافة الأساسية لأسرهم من أربعة مواقع توزيع في جنوب ووسط غزة.
ويتجمع عشرات الآلاف من الجوعى من سكان القطاع في هذه المواقع، ويواجهون استهدافاً مباشراً من قوات الاحتلال، مما يضطرهم للاختيار بين الموت جوعاً نتيجة المجاعة المتفشية في القطاع أو التعرض لرصاص الجيش الإسرائيلي.
وقد أكدت الأمم المتحدة والعديد من منظمات الإغاثة أن خطط المؤسسة تتعارض مع المبادئ الإنسانية وتستخدم المساعدات كسلاح، ورفضت التعاون معها، مطالبة إسرائيل بإعادة فتح المعابر في القطاع والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ولوكالات الأمم المتحدة لتوزيعها.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول 2023، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 210 آلاف فلسطيني وفقدان الآلاف وتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة، على الرغم من المطالبات الأممية والدولية المستمرة لإسرائيل بضرورة وقف الحرب والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.