الإثنين, 4 أغسطس 2025 08:18 PM

مجلس الأمن يناقش الوضع في السويداء ويطالب بـ "تصحيح جوهري" للمسار السياسي

مجلس الأمن يناقش الوضع في السويداء ويطالب بـ "تصحيح جوهري" للمسار السياسي

خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خُصصت لمناقشة الوضع في سوريا، أكد مندوبو الدول الأعضاء دعمهم لعملية انتقال سياسي شاملة في البلاد، مع إدانتهم لأي تدخل أجنبي يعرقل هذه العملية. عُقدت الجلسة يوم الاثنين الموافق 28 من تموز.

بيدرسون يدعو إلى تصحيحات جوهرية

من جانبه، شدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، على الحاجة الملحة لإجراء تصحيحات جوهرية في المسار الأمني والانتقال السياسي في سوريا، وذلك في أعقاب الأحداث العنيفة التي شهدتها محافظة السويداء في الشهر الماضي. وأشار إلى أن هذه الأحداث أسفرت عن "سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، واستنزاف الثقة، وزيادة مخاطر التفتت"، وفقًا لما ذكره الموقع الإلكتروني لمجلس الأمن الدولي. وأكد بيدرسون أن العنف الذي شهده السوريون في السويداء كان مروعًا وغير مقبول، وأشار إلى وجود "تدخل أجنبي غير مقبول" أيضًا.

وأوضح أنه ونائبته، نجاة رشدي، على تواصل مستمر مع السلطات في دمشق والجهات الفاعلة المحلية في السويداء طوال الفترة الماضية.

إدانة للانتهاكات

أدان بيدرسون الانتهاكات التي طالت المدنيين والمقاتلين في السويداء، كما أدان التدخل الإسرائيلي والغارات الجوية التي استهدفت السويداء ودمشق. وأعرب عن قلقه البالغ إزاء التقارير الموثوقة التي تلقاها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومكتبه، والتي تشير إلى انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك إعدامات بإجراءات موجزة وقتل تعسفي وعمليات اختطاف وتدمير للممتلكات الخاصة ونهب للمنازل. وأشار إلى أن من بين الجناة المبلغ عنهم أفرادًا من قوات الأمن وأفرادًا تابعين للسلطات، بالإضافة إلى عناصر مسلحة أخرى من المنطقة، بمن فيهم الدروز والبدو.

كما أشار المسؤول الأممي إلى الهدنة التي تم إعلانها في 19 تموز الماضي، والتي انسحبت بموجبها العشائر من غالبية السويداء، وأعادت قوات الأمن السوري تمركزها على تخوم المحافظة، مما أدى إلى تراجع الاشتباكات وتوقف الضربات الجوية الإسرائيلية، على الرغم من استمرار "المناوشات المتفرقة".

وضع هش وغير مستقر

نبه بيدرسون إلى أن "التهدئة الهشة تظل صامدة إلى حد كبير، إلا أن الوضع يبقى مشحونًا وغير مستقر". وأفاد بنزوح حوالي 175 ألف شخص من السويداء، مشيرًا إلى أن الاحتياجات الإنسانية حادة. وأكد ضرورة أن تتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية باستمرار وبلا عوائق، وأشار إلى بعض عمليات تبادل المدنيين والمقاتلين الذين كانوا محتجزين.

وشدد على أن الثقة في الأمن الدائم تعتمد على مصداقية الانتقال السياسي نفسه، منبهًا إلى أن "الولاء للدولة لا يمكن فرضه بالقوة، بل يجب كسبه من خلال عملية حقيقية تبني دولة تمثيلية، وتحمي حقوق الجميع، وتضم جميع شرائح المجتمع على قدم المساواة". وأكد استعداد الأمم المتحدة لبذل قصارى جهدها للمساعدة، بالعمل مع السلطات وجميع السوريين، مشددًا على أنه "لا يمكن أن يفشل الانتقال السياسي السوري".

موقف الحكومة السورية

من جهته، ندد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، خلال الجلسة بما وصفها بـ "الانتهاكات الصادمة والجسيمة" التي شهدتها السويداء، وفقًا لما نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا). وأكد أن الحكومة السورية تعهدت بملاحقة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، وأن السوريين تابعوا بقلق أحداث السويداء، ورفضوا خطابات الكراهية والتحريض على العنف، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفتنة.

وأكد الضحاك التزام الحكومة السورية بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين، ودعم عمليات تقييم الاحتياجات المشتركة التي يجريها الهلال الأحمر العربي السوري في محافظتي السويداء ودرعا، وإعادة تأهيل مرافق الخدمات العامة، وتوسيع نطاق وصول الشركاء الإنسانيين، رغم التهديدات الأمنية المستمرة. وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على بلاده، معتبرًا أنها تقوض الجهود المبذولة للنهوض بسوريا، وأن إسرائيل تواصل فرض "واقع احتلالي جديد بضرب الوحدة الوطنية السورية".

الأمم المتحدة: مقتل أطباء واستهداف سيارات إسعاف

مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم وسورنو، قالت إن نساء وأطفالًا وأفراد طواقم طبية من بين مئات القتلى، مشيرة إلى تقارير عن مقتل طبيبين، وعرقلة واستهداف سيارات الإسعاف، واحتلال مستشفيات مؤقتًا. وأفادت بتضرر البنية التحتية للمياه وانقطاع إمدادات المياه، بالإضافة إلى انقطاعات كبيرة في الكهرباء واضطرابات في إمدادات الغذاء والوقود. وشددت على ضرورة حماية المحاصرين والسماح لهم بالتحرك بحرية بحثا عن الأمان والعلاج الطبي، وحماية البنية التحتية والخدمات الأساسية.

جهود الأمم المتحدة

أكدت إديم وسورنو أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) منخرط مع الأطراف كافة لضمان سرعة إيصال المساعدات، مشيرة إلى وصول قوافل مساعدات إلى السويداء في 20 و 23 من تموز، تحمل مساعدات من برنامج الأغذية العالمي واليونيسف والهلال الأحمر العربي السوري وشركاء آخرين. وأشارت إلى أن الأمم المتحدة مستمرة في التواصل مع الشركاء والسلطات للحصول على وصول مباشر إلى السويداء بمجرد أن تسمح الظروف الأمنية بذلك، وحثت كافة الأطراف على تسهيل وصول موسع ومستدام للمساعدات الإنسانية والموظفين.

وأوضحت أن الأمم المتحدة تعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري وشركاء من المنظمات غير الحكومية لتقديم الغذاء والتغذية والخدمات الصحية والمياه وخدمات الحماية للنازحين الجدد في درعا وريف دمشق. ووفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، قُتل ما لا يقل عن 814 سوريًا في السويداء منذ اندلاع التوترات في 13 من تموز الحالي.

مشاركة المقال: