أكد اقتصاديون أردنيون أن العلاقات الاقتصادية بين سوريا والأردن تشهد تحولاً ملحوظاً نحو الانفتاح والتكامل، والدخول في مرحلة جديدة من التعاون القائم على المصالح المشتركة.
وأوضح المعنيون بالشأن الاقتصادي لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن التقديرات تشير إلى إمكانية الأردن في أن يكون شريكاً فاعلاً في إعادة إعمار سوريا، وذلك من خلال تعزيز التعاون المؤسسي وتفعيل أدوات الدبلوماسية الاقتصادية والاتفاقيات المشتركة، مؤكدين على المزايا التي تمتلكها المملكة لدعم جهود التنمية في سوريا.
وأشار حمدي الطباع، رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين، إلى أن قطاعات أردنية عديدة يمكن أن تستفيد من إعادة الإعمار في سوريا، مثل تكنولوجيا المعلومات، والتعليم، والصحة، والقطاع المصرفي، وإدارة الشركات، نظراً للخبرات المتقدمة والكفاءات المؤهلة التي تتمتع بها. وأضاف أن القطاع المصرفي الأردني يتميز بالاستقرار والتنظيم، مما يجعله قادراً على تقديم حلول تمويلية لمشاريع الإعمار والتنمية، سواء عبر شراكات مصرفية أو تسهيلات ائتمانية.
وأكد الطباع أن القطاع الخاص الأردني يمثل نموذجاً ناجحاً في الشراكة التنموية، وأظهر مرونة وقدرة على التوسع في الأسواق المجاورة، مشيراً إلى أن أمامه فرصة ليكون محركاً في تعزيز العلاقات الاقتصادية الأردنية السورية، ليس فقط عبر التبادل التجاري، بل أيضاً من خلال استثمارات مستدامة وشراكات استراتيجية تدعم تعافي الاقتصاد في المنطقة.
من جهته، ذكر المهندس فتحي الجغبير، رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتجه نحو الانفتاح والتكامل، مدفوعة بزخم إقليمي ورغبة من الجانبين لتجاوز التحديات والدخول في مرحلة جديدة من التعاون. وأضاف أن اللقاءات والمنتديات والفعاليات الاقتصادية الأخيرة أظهرت استعداداً لتمكين الأردن من لعب دور محوري في إعادة إعمار سوريا.
وتوقع الجغبير أن تستعيد الصناعات الأردنية دورها كمزود رئيسي للمنتجات في السوق السورية، بالاعتماد على خبراتها وجودة منتجاتها، خاصة في القطاعات التي كانت تحظى بحصة سوقية كبيرة، مثل الصناعات الكيماوية والدوائية.
وأكد المهندس هيثم الرواجبة، ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن، أن شركات تكنولوجيا المعلومات الأردنية تمتلك خبرات تؤهلها لدخول السوق السورية والاستفادة من التوجه نحو التحول الرقمي والأتمتة والخدمات الإلكترونية، مشدداً على أهمية تعزيز الشراكات بين شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشركات الناشئة في البلدين.
وأشار الرواجبة إلى أن غرفة تجارة الأردن تعتزم تنظيم منتدى أعمال تقني قريباً، يجمع شركات تكنولوجيا المعلومات من البلدين، بهدف استكشاف فرص التعاون من خلال شراكات استراتيجية.
وقال الدكتور ضيف الله أبو عاقولة، نقيب شركات التخليص ونقل البضائع، إن السوق السورية تمثل فرصة واعدة للأردن في ظل تقارب العلاقات وزيادة التنسيق، مؤكداً أهمية استثمار هذه اللحظة لتعزيز التجارة البينية وتوسيع دور الأردن كممر لوجستي نحو سوريا ودول الجوار.
وأوضح أبو عاقولة أن الإجراءات التي اتخذها الأردن لتسهيل حركة النقل والترانزيت، من خلال تطوير البنية التحتية في المعابر وتسريع الإجراءات الجمركية، بدأت تنعكس إيجاباً على حركة التجارة والصادرات الأردنية، خاصة نحو الأسواق اللبنانية والسورية عبر معبر "نصيب" الحدودي.
ويرى منير دية، المختص بالشأن الاقتصادي، أن الأردن لديه فرص استثمارية كبيرة في سوريا يجب الاستفادة منها، وتوحيد الجهود بين القطاعين للمشاركة في تلك الاستثمارات، خاصة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية، وإزالة المعيقات التي تحد من توسع هذا القطاع، للوصول إلى الأسواق العالمية من خلال خطوط برية وبحرية مشتركة.
وبين دية أهمية بناء تحالفات وشراكات بين البلدين وتسويقها خارجياً، وإقامة المعارض والمؤتمرات المتخصصة، لافتاً إلى ضرورة الاستفادة من مشروعات الربط الكهربائي ومشاريع الطاقة المتجددة وتصديرها إلى سوريا، والمشاركة في بناء محطات طاقة متجددة مشتركة، بالإضافة إلى بناء مناطق صناعية مشتركة على الحدود السورية الأردنية، تتمتع بمزايا استثمارية عديدة، وتعمل على إقامة مشروعات مشتركة داخل تلك المناطق.