أعرب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سامي أبي المنى، عن استعداده للتوسط في حل أزمة السويداء، محملاً المجموعات الخارجة عن القانون بقيادة حكمت الهجري مسؤولية تدهور الأوضاع في الجنوب السوري. وفي تصريح لقناة الإخبارية السورية، أكد أبي المنى أن "ما حصل في السويداء لم نكن نتمناه"، مشيراً إلى أن المواجهة والتعبئة لا تجلب إلا الخراب. وأضاف أن الطائفة كانت وما زالت مع الدولة السورية المنتصرة، في إشارة إلى نظام الأسد.
كما حمّل أبي المنى حكمت الهجري مسؤولية الأحداث، معتبراً أنه كان يجب أن يبدي مرونة أكبر في التعامل مع التطورات. وأشار إلى دور الزعيم وليد جنبلاط وعلاقته بالدولة، مؤكداً سعيه للخير في هذا المجال. وجدد أبي المنى استعداده للوساطة، قائلاً إنه على تواصل مع الشيخ يوسف جربوع والشيخ الحناوي والشيخ الهجري، بالإضافة إلى كبار شيوخ العشائر السورية ذوي العلاقات الطيبة مع بني معروف في السويداء، مؤكداً على ضرورة وجود دولة واحدة ذات سلطة وهيبة.
من جهته، أكد القيادي في حركة رجال الكرامة، الشيخ ليث البلعوس، أن ما جرى في السويداء تعرض للتشويه بالأكاذيب والتلاعب، موضحاً أن الحركة لم تقف على الحياد بل تحملت مسؤولياتها ووقفت مع أهلها في أصعب الظروف. وأضاف أن الحركة سعت للتهدئة والحوار وحماية المدنيين، مؤكداً أنها لم تكن يوماً ضد أهل المحافظة. وتابع: "تواصلنا مع جميع الأطراف، وقلنا لهم: لا نريد إلا كرامة هذا الجبل، ولا نطلب إلا دولة قانون ومؤسسات".
وأشار البلعوس إلى أن الحركة كانت أول من رفض استخدام الجبل كورقة ضغط، وأول من بادر إلى التهدئة وإطلاق سراح المحتجزين، مطالباً المجتمع الدولي بالخروج من صمته والعمل على ردع محاولات تقسيم سوريا. وأضاف: "سنمدّ يدنا لكلّ من يريد حوارًا يحفظ الكرامة، ويعيد الاستقرار إلى جبل العرب، ويصون وحدة سوريا".
وأكد البلعوس أن الأحداث الدامية في السويداء هي نتيجة تعنت الطرف الآخر وانفراده بالقرار، واعتماده منطق السلاح لتنفيذ أجندات خارجية. ودعا إلى فتح أبواب الحوار ومنع العنف والانقسام، مؤكداً لأهالي السويداء أن الحركة لن تخذلهم. وكانت وزارة الداخلية السورية قد توصلت إلى اتفاق مع المجموعات الخارجة عن القانون بقيادة الهجري، يقضي بإخراج المدنيين الراغبين في مغادرة محافظة السويداء.