الأربعاء, 16 يوليو 2025 08:21 PM

صرخات من تحت الأنقاض: أهالي الحجر الأسود واليرموك يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن هدم منازلهم وسرقة ممتلكاتهم

صرخات من تحت الأنقاض: أهالي الحجر الأسود واليرموك يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن هدم منازلهم وسرقة ممتلكاتهم

لا يزال آلاف المهجرين من أبناء مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب دمشق يعانون من مرارة التهجير والفقدان، وذلك بعد حرمانهم من العودة إلى منازلهم التي لم تدمر بالكامل خلال سنوات الحرب. وبحسب الأهالي، فقد تم استهداف هذه المنازل لاحقًا بعمليات هدم ممنهجة وسرقة منظمة، حيث استخدمت آليات ثقيلة في تدمير مبانٍ سليمة بهدف سرقة الحديد وبيع مخلفات المنازل.

يروي الأهالي، الذين تواصلوا مع منصة "سوريا 24"، مشاهداتهم الميدانية حول كيفية هدم أحياء بأكملها، وعلى رأسها حي "الثامن من آذار" الملاصق لحي الجزيرة في الحجر الأسود. ويشيرون إلى أن عمليات "التعفيش" كانت نشطة لسنوات، قبل أن تتحول إلى هدم منظم بمشاركة شخصيات محلية ومسؤولة، وفقًا للشهادات، دون أن تتم محاسبة أي منهم حتى الآن.

"ما لم تُدمّره الحرب… دمرته النقّارات"

يقول أحمد عيسى، أحد أهالي المنطقة، إن العديد من الأبنية في الحجر الأسود ومخيم اليرموك لم تكن متصدعة أو مهددة بالسقوط، وكان بإمكان أصحابها ترميمها والعودة إليها. إلا أن دخول الآليات الثقيلة والنقّارات إلى المنطقة، وقيامها بهدم الأبنية عمدًا، قضى على ما تبقى من أمل بعودة آلاف الأسر إلى منازلهم.

وبحسب شهادة المواطن عباس إبراهيم، وهو أحد سكان الحي، فإن "الذين كانوا يقفون وراء هذه الجرائم معروفون، ومنهم رئيس البلدية السابق خالد خميس، إضافة إلى شخص يُدعى محمد عكاش، المعروف محليًا باسم ساميز ساميز، الذي وصل به الأمر إلى هدم سقف مسجد البراء في حي الجزيرة بالحجر الأسود".

الهدم لم يكن عشوائيًا… بل مقصودًا

أفاد سكان الحي لمنصة "سوريا 24" بأن عملية الهدم لم تكن نتيجة قرارات هندسية أو تقارير فنية تثبت وجود خطر، بل كانت تتم بلا رقابة أو إشراف، وتسببت في تدمير مبانٍ سليمة بالكامل. ويروي أحدهم: "كانوا يضربون مبنى بالنقّارة، فيتأثر المبنى المجاور، حتى لو لم يكن فيه أي ضرر، وحين يعود صاحبه يُفاجأ بأنه مهدوم، ويُقال له إن المبنى كان مهددًا بالسقوط، وهي حجة واهية".

ويُضيف أحد الشهود أن عمليات الهدم "تشبه ما فعله المغول في المدن التي اجتاحوها، لم يتركوا شيئًا على حاله".

غياب القانون واستمرار الجناة في المنطقة

رغم مرور سنوات على هذه الحوادث، لا يزال المتورطون في سرقة الحديد وعمليات الهدم الممنهج موجودين في المنطقة دون أي مساءلة قانونية. ويؤكد الأهالي أنهم تقدموا بشكاوى عدة إلى الجهات الرسمية، لكنهم لم يجدوا قضاءً ولا قانونًا ينصفهم، وسط تجاهل واضح من السلطات لمطالبهم.

ويطالب السكان وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري بفتح تحقيق شفاف في هذه الانتهاكات، والتحري عن المتعهدين والجهات التي وقفت خلف إدخال الآليات الثقيلة وهدم المنازل، وخصوصًا في مناطق قوس القدم ومحيطها، حيث شوهدت آليات تُسحب بعد انتهاء عمليات الهدم.

اختلاف في التعاطي بين الحجر واليرموك

رغم أن مخيم اليرموك شهد بدوره عمليات هدم جزئية، إلا أن بعض الأهالي يميزون بين ما جرى هناك وبين ما حصل في الحجر الأسود. فوفق الشهادات، فإن المخيم لم يشهد نفس الدرجة من "العشوائية والهمجية" في تدمير الأبنية، كما أن بعض سكانه كانوا متعاونين أو صامتين، فيما "كان أهالي الحجر الأسود يحتجون بشكل دائم، ويتواصلون مع المعنيين، لكن دون جدوى".

مشاركة المقال: