يعيش طلاب وخريجو الجامعات التركية في الشمال السوري حالة من القلق المتزايد بسبب عدم اعتراف وزارة التعليم العالي السورية بشهاداتهم الجامعية، الأمر الذي يهدد مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
هؤلاء الطلاب، الذين درسوا في كليات ومعاهد تابعة لجامعات تركية حكومية مثل غازي عنتاب والعلوم الصحية، والمعترف بها من قبل مجلس التعليم العالي التركي (YÖK)، يواجهون مأزقاً قانونياً يمنعهم من معادلة شهاداتهم أو إكمال دراساتهم العليا داخل سوريا.
بعد مراسلات ومطالبات عديدة، نظم الطلاب وقفة احتجاجية سلمية أمام مبنى وزارة التعليم العالي السورية في دمشق يوم الثلاثاء الماضي، لإيصال صوتهم وتسليط الضوء على قضيتهم التي تمس مستقبل آلاف الخريجين.
وخلال الوقفة، التقى وفد من الطلاب بمعاون وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب الدكتور عبد الحميد الخالد، ومدير مديرية البحث العلمي الدكتور ياسر خضرة، حيث جرى نقاش حول سبل معالجة المشكلة وإيجاد حلول واقعية.
أكدت الوزارة أنها تتابع ملف الجامعات التركية العاملة داخل الأراضي السورية بالتنسيق مع الجهات المعنية، مشيرة إلى أن الإشكالية تكمن في غياب صيغة قانونية واضحة تنظم عمل هذه الجامعات، مما يعيق الاعتراف بشهاداتها رسمياً. وأوضحت أن الحل يتطلب توصيفاً قانونياً من مجلس التعليم العالي السوري أو مرسوماً رئاسياً يحدد الوضع القانوني للكليات واعتبارها مؤسسات حكومية تابعة لجامعات تركية عامة.
من جانبهم، قدم ممثلو الطلاب مقترحاً مؤقتاً بإلغاء شرط الإقامة التركية، لتمكين الخريجين من معادلة شهاداتهم لحين التوصل إلى تسوية قانونية شاملة. وقد لقي هذا المقترح تفهماً من مسؤولي الوزارة، الذين أكدوا أن القضية ستُطرح رسمياً خلال اجتماع مجلس التعليم العالي السوري المقرر عقده في الأول من تشرين الثاني 2025، وأن ملف الجامعات التركية في الشمال السوري سيكون على رأس جدول الأعمال.
كما زار وفد من الطلبة السفارة التركية في دمشق، حيث تم الاتفاق مع مسؤول شؤون التعليم على تحديد موعد لاجتماع لبحث التحديات التي تواجه الجامعات التركية العاملة في الشمال السوري، والسعي لإيجاد حلول مشتركة بالتنسيق مع الجهات التركية المعنية. وتقرر إعداد كتاب تفصيلي يوضح أبرز العقبات والمطالب لعرضه خلال الاجتماع المرتقب.
في ختام الوقفة، أكد الطلاب أن تحركهم سلمي وهادف، يهدف إلى حماية مستقبلهم الأكاديمي وضمان اعتماد شهاداتهم من قبل وزارة التعليم العالي السورية، انطلاقاً من مكانة الجامعات التركية الحكومية المعترف بها دولياً. وأعربوا عن تقديرهم لتجاوب الوزارة السورية واستماعها لمطالبهم، داعين إلى تعزيز التنسيق بين وزارتي التعليم العالي في سوريا وتركيا ومجلس التعليم العالي التركي (YÖK) للوصول إلى حل رسمي وعادل ينهي معاناة آلاف الطلاب.