الأحد, 13 يوليو 2025 12:13 PM

أزمة مياه حادة تخنق ريف الرقة الجنوبي: ألفا منزل بلا قطرة ماء رغم قرب الفرات

أزمة مياه حادة تخنق ريف الرقة الجنوبي: ألفا منزل بلا قطرة ماء رغم قرب الفرات

تواجه عدة قرى في ريف الرقة الجنوبي، بما في ذلك السحل، الظاهر، والسحل الغربي، أزمة مياه شرب حادة، على الرغم من موقعها المحاذي لنهر الفرات، أحد أكبر مصادر المياه في سوريا. تعيش هذه القرى، الممتدة بين مدينتي الطبقة والرقة، تحت وطأة العطش، مما يعكس حجم التدهور في البنية التحتية الخدمية. تؤثر الأزمة على أكثر من ألفي منزل، مما يزيد من المعاناة اليومية للسكان ويهدد صحتهم وكرامتهم المعيشية.

محطة معطلة منذ سنوات

السبب الرئيسي لانقطاع المياه هو تعطل محطة الشرب الوحيدة التي تغذي هذه القرى منذ سنوات. على الرغم من مرور وقت طويل على توقفها، لم يتم إجراء أي صيانة أو إصلاحات، مما جعل الأزمة مستمرة. اضطر السكان إلى شراء المياه من صهاريج جوالة بأسعار مرتفعة، حيث يبلغ سعر البرميل 7000 ليرة سورية، وهو مبلغ كبير بالنسبة للعديد من العائلات في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.

تبادل مسؤوليات يفاقم المشكلة

زاد الموقع الجغرافي لهذه القرى، الواقعة بين الطبقة والرقة، من تعقيد المشكلة، حيث تتبادل الجهات المعنية المسؤولية. تحيل دوائر المياه في كلتا المدينتين الأمر إلى الأخرى، دون اتخاذ أي خطوات عملية لإصلاح المحطة المتوقفة. ساهم هذا التراخي الإداري وتداخل الصلاحيات في إطالة أمد الأزمة وزيادة الإحباط لدى الأهالي، الذين فقدوا الثقة في الوعود المتكررة دون تنفيذ.

معاناة يومية

تحدث مقداد المصطفى (32 عامًا) من قرية السحل إلى سوريا 24 قائلاً: "نعاني يوميًا من انعدام المياه، ونضطر إلى شرائها بأسعار مرهقة، مما يثقل كاهل العائلات التي بالكاد تستطيع تأمين قوت يومها." وعبر محمد الحسون (23 عامًا) من قرية الظاهر عن غضبه من الإهمال المستمر: "المشكلة تتفاقم يومًا بعد يوم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. نحن بحاجة إلى تدخل عاجل. كل منزل يحتاج خزانًا يوميًا بسعة خمسة براميل على الأقل، وهذا يفوق قدرة أغلب الأهالي."

رد الجهات الرسمية

في تصريح خاص لسوريا 24، قال مصدر في مؤسسة المياه بالرقة: "الأعطال التقنية في محطة المياه التي تغذي تلك القرى هي السبب الأساسي في المشكلة. نعمل حاليًا على إعداد خطة إصلاح بالتنسيق مع مدينة الطبقة، لكن تعقيدات المسؤوليات الإدارية تعرقل سرعة التنفيذ. نؤكد التزامنا بحل الأزمة في أقرب وقت ممكن."

مطلب إنساني وضرورة ملحة

يطالب سكان القرى المنكوبة الجهات الرسمية في الرقة والطبقة بالتحرك الفوري والحاسم لإصلاح محطة المياه وتحديد جهة واضحة تتحمل المسؤولية كاملة. كما يدعون إلى تنفيذ خطط دعم طويلة الأمد تشمل تحديث شبكة المياه، والحد من الهدر، وضمان وصول مياه نظيفة بشكل مستدام.

الماء… أبسط الحقوق الغائبة

إن تأمين مياه الشرب النقية ليس مطلبًا رفاهيًا، بل حق إنساني أساسي. وغياب هذا الحق يضاعف أوجاع آلاف الأسر في القرى الواقعة على ضفاف الفرات، والتي تعيش العطش وسط الماء. الأمل معقود على تحرك جاد يعيد الحياة إلى تلك المناطق، وينهي فصول معاناة طال أمدها.

مشاركة المقال: