الأحد, 29 يونيو 2025 12:15 PM

ريما الغفير تطلق «مِسْك»: رواية تحتفي بالحب في زمن التحديات الأدبية

ريما الغفير تطلق «مِسْك»: رواية تحتفي بالحب في زمن التحديات الأدبية

تُعدّ التجربة الأدبية الأولى للكاتبة ريما الغفير، رواية «مِسْك»، بدايةً واعدةً، خاصةً في ظل التغيرات التي يشهدها عالم النشر وتقييم الأعمال الأدبية. تتجه الرواية نحو استكشاف عالم الحب، وهو موضوع ظل بعيدًا عن التجديد المفرط مقارنةً بالشعر والقصة القصيرة، ومع ذلك، يُعتبر ميدانًا للحكم على القدرات الأدبية.

تركز رواية «مِسْك» على الحب، وتعيد القارئ إلى أعمال أدبية وفنية جعلت من قصة الحب محورًا لها. تتجاوز الرواية آثار الحرب، وتحولها إلى سبب لإصابة جسدية عابرة. تكمن جمالية «مِسْك» في قدرتها على إثارة مشاعر القارئ، سواء كانت نفورًا أو غضبًا أو تساؤلات، خاصةً إذا خالفت القصة المسار المتوقع نحو النهاية السعيدة.

قد تبدو الرواية مثالية في بعض جوانبها، حيث تلتزم شخصياتها بمبادئ وقيم صارمة، على الرغم من أن الحياة غالبًا ما تثبت صعوبة الالتزام بخط واحد. يفسح هذا المجال للشخصيات للتطور واتخاذ قراراتها بوعي وإرادة.

تتجلى المثالية أيضًا في أسماء الشخصيات الرئيسية: «مِسْك» الفتاة الأخلاقية، و«أكمل» الشاب الثري والناجح، و«صبر» الشاب المنبوذ. تبدو الكاتبة وكأنها تلخص حيواتهم ومصائرهم في أسمائهم، مما يلزمهم بالانصياع لما يجب أن يحدث، بدلًا مما يمكن أن يحدث.

تتعرف «مِسْك» على «أكمل» عن طريق صديقتها «فدوى»، وتنشأ بينهما قصة حب. يختفي الشاب بعد إصابة الفتاة بشظايا قذيفة، وتحتاج إلى كلية جديدة. يتبرع بها شاب يُدعى «صبر»، وتتزوج منه الفتاة، ليكتشف القارئ لاحقًا أن الشابين أبناء عمومة، وأن ثروة عائلة «مِسْك» كانت سببًا في تقرب الشابين منها. على الرغم من المفاجآت، يبقى الحب هو السمة الأبرز في الرواية.

تقسم الغفير روايتها إلى ستة فصول بعناوين تلخص مضامينها، وتسمح للقارئ بالانتقال مع صوت الراوي إلى أمكنة وأزمنة مختلفة. تنتصر الكاتبة في النهاية للحب، وترضي رغبة القراء بالتقاء «مِسْك» و«أكمل».

تقول الكاتبة على لسان البطلة: «لا إيثار في الحب ولا أسبقية، لا رهان ولا شروط، الحب لا يقبل الاتجار ولا التبرع ولا يخضع لقوانين المادة، هو روحٌ بحت وهو دمغةٌ أبدية، تَعِس من عقد قلبه على الحب ثم حَنَثْ، وخَابَ من احتفى بالحب دون حبيب»

مشاركة المقال: